مغاربة يفتحون قُلوبهم لمعرض رقمي حول الرجولة الإيجابية
في سابقة من نوعها بالمغرب، أطلقت جمعية Quartier du monde” أو ”أحياء العالم” بالعربية، اليوم الخميس، معرضا بعنوان “الرجولة في دقائق”.
وحسب بيان توصل “سيت أنفو” بنُسخة منه، فإن المعرض يتطرق إلى “مفهوم الرجولة بصوت نساء ورجال فتحوا قلوبهم للجمهور، وجاءوا لمشاركة قصصهم الحقيقية والحية عبر الصوت والصورة، وحكى المشاركون عن طفولتهم، ومنهم من أشار للنساء اللواتي غيرن تاريخه، ومنهم من أكد على أنه إذا كانت الرجولة هي العنف فهو يرفض أن يكون رجلا”.
ووفق البيان، فإن “المجتمعات الأبوية ينظر للرجولة بكونها صفات تخص الرجال فقط، وتتجلى في اتصافهم بسمات متنوعة كثقة الرجل في نفسه وقدرته على أن يحارب من أجل الحياة الفاضلة، والأخلاق، والشرف، هذه النظرة العامة لا ترتكز فقط على سمات تحدد هوية الرجل، بل تتجاوز هذه النظرة بكثير، لذلك نجد رجوليات سلبية لم تجعل من قدرة الرجل المحاربة وسيلة سامية لحماية الذات والأخر بأكثر ما جعلتها وسيلة للاضطهاد والعنف والسلطوية”.
وأورد المصدر ذاته، بأنه “وسط ركام الرجوليات بسلبياتها وإيجابيها هذه المفاهيم التي بنت دور المرأة والرجل معا وجوديا وتاريخيا، تأتي مبادرة “الرجولة في دقائق” لتسل الضوء على رجوليات إيجابية تحمل قيمها نساء ورجال اجتمعوا ليقولوا “نناهض العنف كيفما كانت أشكاله”، ونؤكد على أن الرجولة تساوي المروءة والأنوثة، وأن سموها يتجلى في الإنسانية في أسمى معانيها، كما يتمثل في الرقى بالمجتمعات التي لا ترجح كفة على أخرى.
وأكدت جمعية “أحياء العالم ” أن “محاربة العنف ضد النساء لا تتجلى فقط في رصد آلياته وتعريتها أو في رفضه وتحميل الذكورة السلبية والعنيفة كامل مسؤوليتها التاريخية، بل تتمثل أيضاً في بناء وزرع ذكورة إيجابية من خلال اعتبار الرجال شركاء حقيقين في محاربة العنف وتفكيك الذكورة السلبية وخلق مجتمع متساوٍ ومتكامل تسوده مبادئ المروءة والشجاعة وتحدي الصعاب على قدم المساواة”.
وأشارت الجمعية إلى أن “معرض الرجولة في دقائق” سيخلقُ سجالا مهما نظرا لطرحه قصصا حقيقية وتسليطه الضوء على تجارب إنسانية واقعية تزعزع عرش الواثقين بوجود نوع وحيد من الذكورة، هي مناسبة أيضا لرفض الرجولة السامة، وفتح مجال للحوار بين النساء والرجال في فضاء حر ومبدع”.
وشددت أن “المعرض سيكون مناسبة لتسليط الضوء على الرجولة السامة، هذا الموروث القديم الذي أثقل كاهل النساء والرجال، وسيقدم من خلاله المشاركون فسحة أمل للمجتمع المغربي موجهين فيه رسالة لكل مواطن “أن المساواة بين النساء والرجال عماد لمجتمع قوي، وأن الرجولة الإيجابية في مصلحة الرجال والنساء لبناء مستقبل وغد أفضل!”.
واختار منظموا معرض “الرجولة في دقائق”16 كبسولة لحكاية قصص لم تروَ من قبل حول الرجوليات، ويرجع هذا الاختيار إلى سياق 16 يوما لمناهضة العنف ضد النساء والفتيات أو 16 يوم من الأنشطة ضد العنف القائم على النوع الاجتماعي (بالإنجليزية: 16 Days of Activism against Gender-based Violence) كما أسمته منظمة الأمم المتحدة.
والحملة العالمية أطلقتها منظمة الأمم المتحدة منذ عام 1991، بهدف مناهضة جميع أشكال العنف الموجه ضد النساء والفتيات حول العالم ،وتنطلق المناسبة في 25 نوفمبر، وهو اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة وتنتهي في 10 دجنبر، وهو يوم حقوق الإنسان، من خلال الحملة العالمية هذه ترفع أعلام الخطر في العالم لمناهضة كل أشكال العنف ضد النساء وتسليط الضوء عليها في سياق كوني”.