كأس العالم 2030 في المغرب.. رحلة تسويق تاريخية

ياسين أهروي

لا يختلف اثنان على أن تنظيم كأس العالم حلم لجميع الدول، ولكنه كان بالنسبة للمغرب أكثر من مجرد حلم، كان هدفاً آمنت به الدولة المغربية في وقت لم يؤمن به أحد، ويتجلى ذلك في أنه البلد الأكثر تقديما لملف ترشيحه لتنظيم هذه التظاهرة خلال خمس مرات.

تنظيم كأس العالم كان فكرة ذكية من المغفور له الملك الحسن الثاني، الذي فطن إلى أن بلدًا كالمغرب، بكل هذا التاريخ والتنوع الذي يزخر به، يحتاج إلى التسويق، إنه القطعة الناقصة في الأحجية “التسويق”. فالمغرب لم يكن أبدًا أقل شأنًا من بلدان عريقة مثل مصر وتركيا، لكنه كان في حاجة فقط للتسويق، أي لصناعة وتصدير ماركة مغربية خالصة تميزه.

فإذا كانت مصر قد صنعت لنفسها ماركة عن طريق السينما ،الفن والأدب، وتركيا عن طريق السياحة والمسلسلات، فالمغرب اختار الطريق الخاص به من أجل تسويق ثقافته وتراثه، والذي يتجلى في تنظيم أكبر حدث رياضي عالمي، كان توجهاً حكيماً من الدولة وتصوراً ذا بعد استراتيجي عميق.

وبعد محاولات كثيرة، كسب المغرب تنظيم كأس العالم 2030، بشكل مشترك مع إسبانيا والبرتغال، وأصبح أمام فرصة ذهبية لتسويق نفسه للعالم كما حلم ذات يوم، فهذا المشروع هو مشروع دولة.

تظاهرة بحجم كأس العالم تحتاج استراتيجية تسويق فعالة، وهذه الاستراتيجية لا بد لها من قنوات؛ فبالإضافة للتسويق الكلاسيكي الذي يعتمد على الإعلام التقليدي العادي، يجب التركيز على التسويق الرقمي الذي أصبح أكثر قوة من الإعلام الكلاسيكي.

وقد يوفر التسويق الرقمي فرصا استثنائية للمغرب للترويج لكأس العالم 2030؛ فمع تزايد استخدام الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، يمكن الوصول إلى جمهور عالمي واسع بنقرات بسيطة ، من خلال حملات عبر منصات مثل فيسبوك، تويتر، إنستغرام، ويوتيوب، يمكن للمغرب أن يعرض ثقافته، مناظره الطبيعية، تراثه الغني، وتحضيراته للبطولة على نطاق واسع ، بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام المؤثرين الرقميين العالميين لتسليط الضوء على الجوانب المختلفة للحدث وجذب الانتباه إليه بطرق مبتكرة، يتضمن التسويق الرقمي أيضًا تحسين محركات البحث لجعل المحتوى المتعلق بكأس العالم 2030 في المغرب يظهر بشكل بارز في نتائج البحث، كما يمكن استخدام الإعلانات على محركات البحث والشبكات الاجتماعية لزيادة الوعي بالحدث وجذب الزوار، علاوة على ذلك، يمكن تطوير تطبيقات مخصصة تقدم معلومات محدثة عن البطولة، وتساعد الزوار على التنقل واستكشاف المغرب بسهولة.

بالتوازي مع التسويق الرقمي، يجب أن يكون هناك استثمار في البنية التحتية لضمان تقديم تجربة متميزة للمشجعين والفرق، وهذا يشمل تحسين الملاعب، وتطوير وسائل النقل والمواصلات ، وتوفير أماكن إقامة عالية الجودة، يجب أيضًا أن يكون هناك تنسيق مع القطاع الخاص للاستفادة من فرص الاستثمار وتعزيز السياحة.

تنظيم كأس العالم 2030 هو فرصة لا تتكرر للمغرب لإبراز مكانته على الساحة العالمية، ومن خلال استراتيجية تسويق شاملة تجمع بين الوسائل التقليدية والرقمية، يمكن للمغرب أن يحقق أهدافه ويترك انطباعًا دائمًا لدى الجماهير العالمية.


وليد شديرة يدخل القفص الذهبي.. إليكم هوية زوجته -فيديو

whatsapp تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب






انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية




زر الذهاب إلى الأعلى