وجدة تحتضن مهرجان البلوزة لتعزيز الحوار الثقافي المغربي الإفريقي -فيديو

افتتحت، مساء أمس الخميس، بمسرح محمد السادس بوجدة، فعاليات الدورة الثامنة لمهرجان “البلوزة”، المنظمة تحت الرعاية السامية الملك محمد السادس، بمبادرة من الجمعية الشرقية للتنمية.
ويروم هذا الحدث الثقافي، المنظم على مدى أربعة أيام، تحت شعار “البلوزة وإفريقيا.. نسيج من التاريخ”، بشراكة مع كتابة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، إبراز العمق الإفريقي المشترك بين المغرب وبلدان القارة السمراء، عبر استحضار الروابط الثقافية والتاريخية والرمزية للأزياء التقليدية المغربية والإفريقية، وإبراز “البلوزة” كإبداع تراثي يعكس غنى وتنوع الهوية المغربية.
كما تسعى هذه التظاهرة إلى توسيع إشعاع “البلوزة” من منتوج محلي إلى رمز حضاري ذي بعد قاري ودولي، من خلال الجمع بين الأصالة والابتكار، وتشجيع التبادل الثقافي والفني بين المصممين المغاربة والأفارقة، وكذا تثمين مهارات الصناع التقليديين بما يضمن الحفاظ هذا الموروث وحمايته من الاندثار.
وفي كلمة خلال حفل الافتتاح، الذي حضره الكاتب العام لولاية جهة الشرق، أحمد شبعان، ومسؤولين، وفعاليات ثقافية، أبرزت مديرة المهرجان لطيفة منتبه، أهمية هذه الدورة التي تنفتح على البعد الإفريقي في رؤية فنية وإنسانية تسعى لترسيخ الحوار الثقافي بين الشعوب، معتبرة أن مهرجان “البلوزة” أصبح اليوم فضاء دوليا يجمع بين مصممين من المغرب وبلدان إفريقية وأوروبا.
وأضافت أن الجمعية الشرقية للتنمية جعلت من هذا المهرجان مشروعا إنسانيا وهوياتيا يهدف إلى تمكين النساء والشباب عبر التكوين في خياطة البلوزة وفتح آفاق التشغيل الذاتي، مبرزة أن جهود الجمعية حظيت بتكريمات وطنية ودولية، وبدعم من منظمة اليونسكو، والوزارة الوصية على قطاع الصناعة التقليدية، اعترافا بدورها في حفظ التراث المغربي الأصيل.
ومن جانبه، أبرز المدير الجهوي للصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني بجهة الشرق، خالد مالكي، أن اختيار شعار هذه الدورة يجسد عمق الترابط بين الحرف المغربية ونظيراتها الإفريقية، مؤكدا أن “البلوزة” تعد من الكنوز الحرفية الحية التي توارثتها أجيال من الصانعات والصناع التقليديين، لما تختزنه من ذاكرة ثقافية وتاريخية غنية.
وأشار إلى أن الوزارة الوصية وضعت منذ سنة 2016، علامة التصديق الجماعية الخاصة بالبلوزة الشرقية ضمن استراتيجيتها لحماية المنتوجات التقليدية، كما تم تكوين عشر مستفيدات في مجال الخياطة التقليدية لضمان نقل المهارات للأجيال الصاعدة، في سياق الجهود الرامية إلى استدامة التراث الثقافي اللامادي بجهة الشرق.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أعرب ماكايلي مصطفى، مشارك من تشاد في فعاليات المهرجان، عن سعادته بحضور هذا الحدث الثقافي والفني المتميز، معتبرا أن هذه التظاهرة تشكل مناسبة للاحتفاء بالهوية الإفريقية الغنية والمتنوعة، وفرصة لتجديد روابط الأخوة الثقافية بين المغرب وبلدان القارة.
وتميز حفل افتتاح المهرجان، بعرض شريط وثائقي بعنوان “البلوزة وإفريقيا نسيج من التاريخ”، وتقديم لوحات فنية لفرقة فولكلورية إفريقية، وكذا وصلات موسيقية من أداء فرقة سفراء الأندلس، إضافة إلى تكريم صانعات تقليديات، وشخصيات ساهمت في حفظ التراث اللامادي.
ويتضمن برنامج الدورة، أيضا، فقرات متنوعة تشمل عروضا فلكلورية محلية وإفريقية، وسهرات فنية مفتوحة للجمهور، إلى جانب عروض أزياء تجمع بين البلوزة الشرقية والزي الإفريقي بمشاركة مصممين من المغرب وبوركينافاسو وجزر القمر وغينيا وتشاد والسينغال والنيجر ومالي.
كما يشمل البرنامج تنظيم ندوة أكاديمية بعنوان “البلوزة وإفريقيا.. نسيج من التاريخ”، وورشة تكوينية “ماستر كلاس” يؤطرها مصمم أزياء فرنسي لفائدة خريجات برنامج “الكنوز الحرفية المغربية”، بما يعزز تبادل الخبرات وتمكين النساء من تطوير مهاراتهن في مجال الأزياء التقليدية.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب


انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية