بين الإشادة والتبخيس.. المنتخب المغربي يحطم رقم الإسبان والألمان

نجح المنتخب المغربي في تحطيم الرقم القياسي لأكبر عدد من الانتصارات المتتالية، الذي كان في حوزة إسبانيا وألمانيا، عقب فوزه على الكونغو مساء أمس بهدف لصفر، في ختام تصفيات كأس العالم 2026.
وتمكن “أسود الأطلس” من تحقيق الانتصار السادس عشر على التوالي، وهو إنجاز مهم، بصرف النظر عن الطريقة التي جاء بها الفوز في بعض المباريات الأخيرة، مثل مواجهات البنين والبحرين ثم الكونغو، التي كان فيها الفريق مقنعا بدرجة أقل.
ظهرت بعض الآراء، التي انتشرت بكثرة على شبكات التواصل الاجتماعي بعد مباراة أمس أمام الكونغو، تحاول التقليل من حجم هذا الرقم القياسي العالمي، بداعي أن المنتخب الوطني فاز على منتخبات “صغيرة”، كإفريقيا الوسطى وليسوتو، وأخرى متوسطة كتنزانيا والنيجر.
ويبقى هذا الرأي مجانبا للصواب، إذا احتكمنا إلى منطق الأرقام والإحصائيات والمعطيات التي لا تخطئ، ولا يكون فيها أي مجال للتعاطف أو المجاملة أو حتى المحاباة.
إذا ألقينا نظرة على المباريات التي حقق فيها منتخب إسبانيا 15 فوزا متتاليا بين شتنبر 2008 وأكتوبر 2009، سنجد أنه فاز على كل من أرمينيا والبوسنة والهرسك وإستونيا (في مناسبتين) ونيوزيلندا والعراق وأذربيجان وجنوب إفريقيا، وفاز في المقابل على منتخبات قوية كإنجلترا وتركيا وبلجيكا.
منتخب ألمانيا أيضا، الذي فاز في 15 مباراة على التوالي، بين أكتوبر 2016 وأكتوبر 2017، سنجد أنه انتصر على سان مارينو ذهابا وإيابا بثمانية لصفر وسبعة لصفر، وتغلب على أذربيجان وإيرلندا الشمالية والشيلي والكاميرون.
لم أسمع صحافيا إسبانيا أو ألمانيا يبخس هذا الإنجاز، ولم أطالع مقال رأي يردد صاحبه بأن المنتخبات التي فاز عليها الإسبان والألمان “ضعيفة”، لكن الأمر يختلف عندنا للأسف، في زمن ابتلينا فيه بمحللي المقاهي وعلماء “الفايسبوك” و”تيك توك”.
إذا كان تحقيق 16 فوز على التوالي على امتداد عام و4 أشهر، أمرا سهلا في إفريقيا كما يدعي هؤلاء، فلماذا لم يتحقق رفقة المهدي فاريا وهنري ميشيل وهومبيرتو كويلهو وبادو الزاكي وغيرهم؟
إذا تأملنا في أسماء المنتخبات الـ 16 التي فزنا عليها في الفترة الماضية، سنجد منتخبات قوية إلى جانب المنتخبات التي تُصنف بأنها ضعيفة، على غرار الغابون الذي فزنا عليه ذهابا وإيابا وبحصتين ثقيلتين، هو الذي يستعد لخوض مباريات الملحق للتأهل إلى كأس العالم 2026.
فزنا على منتخب تونس وعلى البنين، التي كانت قاب قوسين أو أدنى من تحقيق مفاجأة مدوية والتأهل إلى المونديال لأول مرة في التاريخ، وانتصرنا لأول مرة في التاريخ على زامبيا في عقر الدار، وهو المنتخب الذي لم ننجح أبدا في هزمه بميدانه أو حتى التعادل معه هناك.
في زمن “السوشيال ميديا”، بدأنا نلاحظ تغيرا كبيرا حتى بالنسبة إلى نوعية وطبيعة المتفرج والمشجع المغربي، وأصبحنا أمام حالة جديدة لأفراد يقللون من قيمة أي إنجاز وأي نتائج إيجابية تحققها المنتخبات الوطنية.
أؤمن بأن الناخب الوطني وليد الركراكي ليس فوق النقد وليس شخصا وجب تقديسه، وأرى أنه يرتكب أخطاء فادحة في التواصل، وأحيانا حتى في مناقشة تفاصيل بعض المباريات، لكن لا يمكن لأحد أن ينكر أن المنتخب المغربي تمكن في عهده من تحقيق إنجازات ستبقى محفورة في الذاكرة، ولا ينقصه سوى التتويج بلقب كأس أمم إفريقيا 2025، لتعويض مرارة الإقصاء من ثمن نهائي النسخة السابقة في كوت ديفوار، والطريقة المستفزة التي جاءت بها تلك الهزيمة أمام جنوب إفريقيا.
(مقال رأي)
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب


انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية