باحث يكشف أسباب تحرك الجيش المغربي في الكركرات

أكد الموساوي العجلاوي أستاذ التاريخ المعاصر في بجامعة محمد الخامس بالرباط، أن القرارات التي اتخذها المغرب هذا الصباح في منطقة الكركرات، تؤكد على إعلان مرحلة جديدة في ما يتعلق بقضية الصحراء المغربية، مضيفا أن عنوان هذه المرحلة هو الحزم وضبط النفس، كما جاء في الخطاب الملكي في ذكرى المسيرة الخضراء.
وأضاف الموساوي العجلاوي في تصريح لـ”سيت أنفو” أن كل تجاوز لمليشيات البوليساريو بمعبر الكركرات، أو تغيير للوضع القائم شرق الجدار، أو استغلال للثروات الطبيعية شرق الجدار، سيكون الرد حازما من طرف المغرب.
وأكد أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة محمد الخامس بالعاصمة الرباط، أن تحرك القوات المسلحة الملكية بمنطقة الكركرات ليلة الخميس – الجمعة، هو لتأمين تدفق البضائع وحرية التنقل، مضيفا أن الذي قامت به مليشيات البوليساريو يسائل الدولة الحاضنة وهي الجزائر.
وقال الموساوي العجلاوي، أن ما قامت به مليشيات البوليساريو، هو محاولة لتغيير صورة النزاع، وذلك باعتبار الجزائر غير معنية، علما أنها طرف أساسي، كما أنه محاولة للضغط على إسبانيا لاتخاذ موقف، فضلا على أنه محاولة لخلق أجواء عدم الاستقرار في موريتانيا وقطع الطريق على العمق المغربي في إفريقيا، عقابا للدول التي فتحت قنصلياتها بالعيون والداخلة.
وأضاف أستاذ التاريخ المعاصر في جامعة محمد الخامس بالرباط، أن العربدة التي قامت بها البوليساريو بمنطقة الكركرات في الآونة الأخيرة، هي أيضا رد على النجاحات الديبلوماسية للمغرب في ملفي ليبيا ومالي.
وكانت القيادة العامة للقوات المسلحة الملكية، قد أعلنت أنها قامت ليلة الخميس – الجمعة، بوضع حزام أمني لتأمين تدفق السلع والأفراد عبر المنطقة العازلة للكركرات، وذلك على إثر عرقلة الميليشيات المسلحة لـ “البوليساريو” للمحور الطرقي الرابط بين المغرب وموريتانيا.
وأضافت القوات المسلحة الملكية في بلاغ صدر هذا الصباح، أن هذه العملية التي ليست لها نوايا عدوانية تتم وفق قواعد التزام واضحة، تقوم على تجنب أي احتكاك مع أشخاص مدنيين وعدم اللجوء إلى استعمال السلاح إلا في حالة الدفاع الشرعي.
كما أصدرت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي بلاغا هذا الصباح أكدت فيه أنه أمام الاستفزازات الخطيرة وغير المقبولة لميليشيات “البوليساريو” في المنطقة العازلة للكركرات في الصحراء المغربية، قرر المغرب التحرك، في احترام تام للسلطات المخولة له.
وأضاف البلاغ أنه بعد أن التزم بأكبر قدر من ضبط النفس، لم يكن أمام المغرب خيار آخر سوى تحمل مسؤولياته من أجل وضع حد لحالة العرقلة الناجمة عن هذه التحركات وإعادة إرساء حرية التنقل المدني والتجاري.
وقال نفس البلاغ أن “البوليساريو” وميليشياتها، التي تسللت إلى المنطقة منذ 21 أكتوبر 2020، قامت بأعمال عصابات هناك، وبعرقلة حركة تنقل الأشخاص والبضائع على هذا المحور الطرقي، وكذا التضييق باستمرار على عمل المراقبين العسكريين للمينورسو، وأن هذه التحركات الموثقة تشكل بحق أعمالا متعمدة لزعزعة الاستقرار وتغيير الوضع بالمنطقة، وتمثل انتهاكا للاتفاقات العسكرية، وتهديدا حقيقيا لاستدامة وقف إطلاق النار:”هذه التحركات تقوض أية فرص لإعادة إطلاق العملية السياسية المنشودة من قبل المجتمع الدولي”.