العثماني يمثل الملك في مراسيم تنصيب الرئيس الموريتاني
أفادت وسائل إعلام موريتانية أن المملكة المغربية قررت إيفاد سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، لحضور حفل تنصيب الرئيس الجديد محمد ولد الشيخ الغزواني.
واعتبرت ذات المصادر أن تمثيل المغرب من طرف رئيس الحكومة في حفل تنصيب ولد الغزواني يعد “هو الأعلى من نوعه خلال السنوات الأخيرة”، اذ اقتصر تمثيل المغرب على وزير الخارجية في القمتين العربية والإفريقية اللتين جرى تنظيمها بنواكشوط في 2016 و2018.
ويرتقب تنظيم حفل تنصيب ولد الغزواني غدا الخميس فاتح غشت .
وكانت موريتانيا قد وجهت دعوة رسمية إلى المغرب والجزائر وكذا جبهة “البوليساريو” الانفصالية، لحضور حفل التنصيب، الذي سيشهد تبادلا للسلطة بين رئيسين منتخبين لأول مرة منذ استقلال موريتانيا سنة 1960.
يشار أن العلاقات المغربية الموريتانية اتسمت في حقبة حكم الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، بطابع الأزمة والركود الواضح، وكادت أن تصل في العديد من المناسبات حد القطيعة، وكانت أوضح محطات التوتر أزمة معبر الكركرات الشهيرة، التي اعتبرها بعض المراقبين دليلا على تعاون عسكري سري بين عسكر محمد ولد عبد العزيز وعسكر جبهة البوليساريو، بينما همت محطة التوتر الثانية الكبرى تصريحات الأمين العام السابق لحزب الاستقلال المغربي حميد شباط التي اعتبر من خلالها أن موريتانيا كانت تشكل جزءا من المملكة المغربية، وكادت تلك الأزمات أن تعصف بالعلاقات بين البلدين لولا تدخل الملك محمد السادس الذي خفف من حدة التوتر، وأعاد علاقات البلدين إلى سكة الاستقرار دون تسجيل حالة نمو تذكر.
وعبرت بعض الدوائر المؤثرة سواء في الرباط أو نواكشوط، عن تفاؤلها بإمكانية تحسن العلاقات المغربية الموريتانية، في عهد محمد ولد الغزواني، الرئيس المنتخب الجديد، المعول عليه لإنهاء حالة “الموت السريري” للعلاقات المغربية – الموريتانية، معتبرين وصول ولد الغزواني للسلطة ” فرصة كبيرة للمغرب لأنه يعتبر عدوا لجبهة البوليساريو ، وعبر أكثر من مرة عن رفضه التعامل معها، كما أنه طالب بمراجعة قرارات منح سكان مخيمات تندوف أوراق الاقامة في نواكشوط.
بيد أن رأيا آخرا، أقل تفاؤلا، ذهب إلى حد الاعتقاد أن الرئيس الموريتاني الجديد قد يفاجئ المغرب بالسير على نهج سلفه محمد ولد العزيز، لسبب واحد قوي هو: ” أننا في العالم العربي أمام عودة قوية للمؤسسة العسكرية للحكم، والعسكر دماغ واحد، بذلة واحدة، وحركة واحدة”، مطالبين من صناع القرار في المملكة المغربية ب” نسيان كل تصريحات ولد الغزواني، وكل عبارات الغزل السياسي التي ألقاها تجاه الرباط، إبان الفترة الانتخابية لتمكين مكانه على كرسي الرئاسة، والبحث عن معطيات جديدة، لتحريك العلاقات الثنائية بين المملكة المغربية، وبلاد شنقيط، بشكل يوازن بين المصالح الإستراتيجية للبلدين، ويقلل من حدة خسائر حالة الركود الحالية”.
فهل حقا سينعش الرئيس الموريتاني المنتخب محمد ولد الغزواني فعليا العلاقات المغربية – الموريتانية، أم أن تصريحاته اتجاه العلاقات مع الرباط ومصالحها الاستراتيجية مجرد “غزل انتخابي” لا يعتد به، ولن تراوح العلاقات بين البلدين حالة الجمود؟.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية