يكلف مبالغ باهظة شهريا.. اختفاء دواء لعلاج مرض نقص المناعة الأولي يهدد صحة المرضى
كشف حسن اومريبط عضو فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب أن اختفاء دواء علاج مرضى نقص المناعة الأولي يهدد حياتهم وصحتهم، وطالب وزارة الصحة بالتدخل لإيجاد حل لهؤلاء للولوج للعلاج عبر توفير الدواء الذي اختفى منذ ما يقارب الشهرين.
اختفاء الدواء يهدد صحة المرضى
وأوضح البرلماني اومريبط في نص سؤاله الموجه إلى خالد ايت الطالب وزير الصحة والحماية الاجتماعية، أن المواطنات والمواطنين، بجهة سوس ماسة تحديداً، يواجهون تحديات كبيرة تقف في وجه حصولهم على الأدوية اللازمة لإنقاذ الحياة، وعلى العلاجات الضرورية، لمواجهة تبعات الأمراض النادرة التي أثقلت كاهل الأسر، بسبب ارتفاع أثمنتها وتكاليفها، مع عجز سوق الأدوية المغربية على تغطية ما يلزم على عموم التراب الوطني.
وفي هذا الصدد، أكد البرلماني أن هناك نقصا حادا في توفر دواء IMMNOGLOBULINE NORMALE IV-LFB-CNTS 50 mg/ml المضاد لمرض نقص المناعة الأولي وهو نقصٌ أثر بشكل سلبي على صحة المصابين الذين ازدادت معاناتهم وتدهورت حالتهم الصحية، لعدم توفر الدواء لما يفوق شهرين.
وطالب البرلماني الوزير ايت الطالب بتحمل وزارته لمسؤوليتها في توفير الأمن الصحي والسيادة الدوائية لبلادنا، واستحضاراً لمتطلبات تعميم الحماية الاجتماعية التي دعا إليها الملك وما يستلزمه ذلك من تدخل الدولة لإنقاذ حياة المواطنات والمواطني.
وفي نفس الإطار، ساءله أيضا حول التدابير والإجراءات التي ستتخذها وزارته من أجل توفير الدواء المذكور، وكافة الأدوية الأخرى، إنقاذا لصحة المواطنات والمواطنين، والتخفيف من تكلفة هذه الأدوية بالنظر إلى أسعارها الملتهبة.
ما هو مرض نقص المناعة الأولي
وفي سياق متصل، يعد مرض نقص المناعة الأولي يتعلق بجهاز المناعة الأولي، حيث يجعله غير قادر على مقاومة الأمراض، مما يوجب على المصاب أن يخضع لمتابعة طبية مدى الحياة. وهو مرض غير معد لكنه ينتقل وراثيا، ويؤدي إلى الوفاة في وقت مبكر جدا، في حال لم يتم تشخيصه في الشهور الأولى من حياة الطفل المصاب به.
ويشتبه في الإصابة بهذا المرض النادر عند المريض بعد تعرضه لالتهابات وعدوى متكررة أو عدوى غير شائعة أو عدوى شديدة بشكل غير اعتيادي.
ويؤثر هذا المرض على جهاز مناعة الجسم، ويجعله غير قادر على مواجهة الأمراض والفيروسات التي يتعرض لها، وبالتالي، يصبح الجسم رعضة لجميع أنواع العدوى والالتهابات والفيروسات وما ينجم عنها، خاصة في حالة عدم تلقي العلاج المناسب في الوقت المناسب.
ويعد مرض ضعف المناعة الأولي، عبارة عن مجموعة من 200 مرض وراثي تصيب وسائل دفاع الإنسان ضد الميكروبات، من علاماته الأساسية الحمى والإسهال المتكررين، اللذين يؤديان إلى تأخر وتوقف النمو، إلى جانب تعفنات الرئة المتكررة التي تؤدي إلى توسيع القصبات الهوائية.
علاج باهظ الثمن… يفوق المليون سنتيم في الشهر
وعلاقة بالعلاج، فإن دواء هذا المرض، الذي يصيب حوالي 30 ألف طفل بالمغرب، يستخرج من بلازما الدم، حيث يحتاج استخراجه لوسائل تقنية لا تتوفر بالمغرب، لذلك، ترسل كميات من الدم إلى مختبرات فرنسا، حيث يتم استخراج الدواء، ويرسل إلى المغرب، وبذلك، فإن هذا الدواء غير كاف، لكنه ضروري ليظل المرضى على قيد الحياة.
وإلى جانب صعوبة الحصول عليه نظرا للطريقة التي يستخرج بها، وعدم توفر الوسائل اللازمة لاستخراجه بالمغرب لحد الآن، فإن سعره أيضا باهظ جدا، حيث يتراوح العلاج ما بين 4000 و15 ألف درهم شهريا، لكنه يقدر في أحسن الحالات بما بين 1500 و9000 درهما شهريا، مدى الحياة.
ولطالما دقت جمعية هاجر لمساعدة الأطفال المصابين بضعف المناعة الأولي ناقوس الخطر حول هذا المرض، وضعف تشخيصه وما يتطلبه من كلفة باهظة للعلاج، حيث يتطلب هذا المرض مبلغا جد مكلف، يتراوح ما بين 1500 و 9000 درهم للشهر الواحد ومدى الحياة، حيث إن الأطفال المصابين بالمرض متوسط الخطورة، يحتاجون ما بين حقنة واحدة وست حقنات في الشهر، تكلف الواحدة منها، 1500 درهم، ذلك أن هذه الحقن تحتوي على مادة الإيمينوغلوبين، التي يحتاجها جسم الطفل المريض مدى الحياة، وفي حالة غياب هذه المادة، فإن معدل الحياة لا يتجاوز 15 سنة.
ويعاني هؤلاء الأطفال المرضى وأسرهم الأمرين مع العلاج ماديا ومعنويا، وهو ما يتفاقم بسبب اختفاء هذا الدواء، ويما يخلفه ذلك على تطور الوضع الصحي لدى المرضى المصابين به.