خبير في المناخ يكشف أسباب تأخر التساقطات المطرية بالمغرب والسيناريوهات الواجب اعتمادها
بعد تأخر التساقطات المطرية بالمغرب، أبدى مجموعة من الفلاحين تخوفهم من مواجهة الجفاف، ولا سيما أن جل المعطيات المتوفرة تتحدث عن أزمة ماء الشروب.
وبهذا الخصوص، قال محمد سعيد قروق، أستاذ علم المناخ بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، إن ما يعيشه المغرب اليوم، بسبب تأخر التساقطات هو عبارة عن تذكير لهم، بأن المغرب يوجد في مكان يعد الجفاف قاعدة في المنطقة.
وأضاف الخبير في مجال المناخ، في تصريح لـ “سيت أنفو”، أن البنية المناخية الأرضية الكوكبية تجعل المناطق التي توجد بالمغرب وهي المناطق الشبه مدارية هي مركز للضغوط المرتفعة، ففي المحيط الأطلسي والمحيط الهادي لدينا نفس الوضع وبالتالي نجد بين الفينة والأخرى يعود هذا الجفاف ليستقر لفترة مهمة كي يذكرنا بأننا نتواجد في منطقة الضغوط المرتفعة.
وقال الخبير، كان من المفروض أن يتم التعامل مع هذا الوضع منذ سنوات، لكن اليوم الوضع الاجتماعي والتكنولوجي مختلف، بحيث يتوفر المغرب على ترسانة ضخمة من السدود، بحيث أصبح قادرا على تعبئة 16 مليار متر مكعب، وهذا أمر مهم.
وأضاف قروق، أن المشكل أنه لم يتم الاهتمام بهذه الترسانة الضخمة كما يجب، ولم يتم تعبئة المياه بالشكل الصحيح وهذا خطأ.
وأفاد المتحدث نفسه، أنه عندما تقل المياه يجب على الدولة أن تتدخل وتعطي البرامج البديلة، وأول أمر يجب البدء به، هو التخلص من الأنشطة التي يتم فيها استعمال الماء والتي تكون غير ضرورية، من أجل الخروج من هذه المحنة بأقل الأضرار.
وأضاف الخبير، أن اليوم الاحتدام الأرضي زاد الطينة بلة، لأن المناخ بطبيعته غير مستقر لكن إذا أضفنا إليه التخلخل الجديد أصبحنا أمام عملية صعبة جدا، وبالتالي يجب تدبير الماء بطريقة معقلنة جدا ومهيكلة بكل صرامة.
وأضاف الخبير، أن هذا الوضع سينتج عنه ارتفاع في درجات الحرارة، وبالتالي ارتفاع التبخر بمعنى أن المياه التي سيتم توفيرها لا نستطيع استغلالها بسهولة لأنها ستتبخر.
وأكد قروق، أنه في حالة وفرة المياه، يجب التفكير في كيف سيتم استعمالها حتى لا نضيعها في التبخر أو استعمالات غير مهمة، يجب تخزين المياه للفترة التي ننتظرها، لكي نستعملها بطريقة معقلنة جدا.
وختم الخبير في مجال المناخ حديثه بالقول، سنكون أمام عدة سيناريوهات، من بينها ارتفاع الحرارة، بحيث ستعرف هذه الأخيرة ارتفاعا كبيرا، ثانيا الدورة المائية ستجعلنا نكون أمام أمرين، إما وفرة الماء وما ينتج عنه من فيضانات أو أمام خصاص في الماء، وبالتالي التفكير في كيفية تخزين المياه من أجل استعمالها في الفترة المقبلة.