فلاحون يباشرون عمليات الحرث مستبشرين بالتساقطات المطرية الأخيرة
بدأ الفلاحون بمكناس، المنطقة التي يعتمد اقتصادها بشكل كبير على الفلاحة، عملية حرث الأرض برسم الموسم الفلاحي 2024-2023، مستبشرين بالتساقطات المطرية الأخيرة، والأمل يحدوهم في تجديد الوصل بالمواسم الفلاحية الجيدة، بعد سنوات طويلة من الجفاف.
وبمجاط قرب بوفكران، باشر جمال موستاوي فلاح منخرط بالتعاونية الفلاحية “الأمل”، في الأيام الأخيرة عملية حرث الأرض، وذلك على إثر التساقطات المطرية الأخيرة التي وصل معدلها التراكمي إلى 70 ميلمتر على مستوى مكناس.
وأوضح موستاوي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه “بفضل التساقطات المطرية الأخيرة، قررنا الشروع في عملية الحرث بهدف إنجاح انطلاقة الموسم الفلاحي”، مضيفا أن عملية التزويد بالبذور المختارة والأسمدة تتم على مستوى الشركة الوطنية لتسويق البذور (سوناكوس).
وفي تصريح مماثل، أكد عبد اللطيف الهواري مستشار فلاحي بالمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي، أن التساقطات المطرية المسجلة خلال شهري أكتوبر ونونبر، كان لها تأثير إيجابي على انطلاق الموسم الفلاحي 2024-2023، مضيفا أن هذه التساقطات تبشر بموسم فلاحي جيد.
وتابع أن هذه التساقطات حفزت فلاحي الجهة على الشروع في عملية تحضير التربة لزراعة الحبوب التي تكتسي أهمية كبيرة في الدورة الفلاحية بالجهة، مبرزا في السياق ذاته الدور الذي يضطلع به المستشارون الفلاحيون في مواكبة هؤلاء الفلاحين لإنجاح الموسم الفلاحي.
من جهته، أفاد المدير الإقليمي للفلاحة بمكناس محمد إيجو، بأن الموسم الفلاحي الحالي يتميز باتخاذ وزارة الفلاحة سلسلة من التدابير، من بينها على الخصوص وضع البذور المختارة رهن إشارة الفلاحين (تعبئة 1.1 مليون قنطار على المستوى الوطني)، من خلال تسويق بذور الحبوب بأسعار بيع مدعمة تصل إلى 210 دراهم للقنطار الواحد من القمح اللين والشعير، و290 درهم للقنطار الواحد بالنسبة للقمح الصلب.
وأضاف أن الوزارة وضعت أيضا برنامجا لتوزيع الأسمدة الآزوتية مع إحداث مراكز للبيع بمختلف الأقاليم والعمالات، إضافة إلى تدابير تتعلق بتحليل التربة واقتناء تجهيزات فلاحية، وزراعة الأشجار المثمرة، والسقي بالتنقيط، وتوزيع المواد المدعمة، والنهوض بتقنية الزرع المباشر لمواجهة تأخر التساقطات المطرية.
وبحسب معطيات المديرية الإقليمية للفلاحة بمكناس، فإن المساحة المزروعة بواسطة تقنية الزرع المباشر على مستوى عمالة مكناس تناهز 47 ألفا و480 هكتارا.
وأوضح المصدر ذاته، أن هذا الرقم يمثل 24 في المائة من المساحة الإجمالية التي ستتم زراعتها على المستوى الوطني اعتمادا على هذه التقنية.
وفي هذا الإطار، تم مؤخرا توقيع ثلاث اتفاقيات لتوزيع ثلاث بذارات لفائدة التعاونيات الفلاحية النشيطة على مستوى إقليم مكناس، في إطار تنفيذ استراتيجية “الجيل الأخضر”.
وأشار المدير الإقليمي للفلاحة إلى أن هذه الاستراتيجية تروم بلوغ المساحة الإجمالية للزرع المباشر بجهة فاس – مكناس إلى 200 ألف هكتار.
وأفاد باحثون في المجال، بأن هذه التقنية، التي تندرج ضمن الزراعات المحافظة على الموارد، تشكل بديلا للتحسين المستدام لإنتاجية الأراضي الفلاحية بالمناطق المطيرة، لاسيما المحاصيل الكبرى.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية