عصيد: ترتيب الضروريات الخمس في الفقه لا تُعطي الأولوية للإنسان
قال أحمد عصيد، الكاتب والباحث الأمازيغي، إن “الرهان الكبير ما بعد “جائحة كورونا” هو جعل الأولوية للإنسان، وفي الحقيقة ترتيب الضروريات الخمس في الفقه الإسلامي لا تعطي الأولوية للإنسان وهو المعبر عنها بـ”حفظ النفس””.
وأضاف عصيد في ندوة حضورية حول “أفق المغرب بعد أزمة كورونا” يوم أمس، أن “الأولوية في الفقة الإسلامي منذ 1400 سنة كانت لحفظ الدين قبل حفظ النفس، بمعنى جُعل الدين قبل الإنسان، وهذه مفارقة غريبة”.
وأوضح المتحدثُ ذاته أن “الذي يؤمن بالدين ويطبقه هو الإنسان، إذن هذا الآخير من يجب أن يكون أولا، لكن عندنا في الفقة الإسلامي العكس، وانتشر هذا الأمر في المجتمع، وأصبحوا يتخيلون أن الدين أسبق من الإنسان، وأصبحوا يضحون بأنفسهم، مع الأصل ينبغي للدين أن يخدم الإنسان”.
وأورد نائب رئيس حركة “ضمير”، “أصبحنا نرى حي صفيحي وأحياء فقيرة تعيش في الوحل لكن في وسطها مسجد مبني بالرخام، وهذا شيء لا يصدقه عقل، وهذا دليل على أننا لم نعطي الأولوية للإنسان، ومن دروس “كورونا” إعطاء الأولوية للصحة أي للإنسان”.
وأيرز بأنه “لما نجعل الدين يخدم الكرامة الإنسانية حينها سنقوم بقراءة متجددة للدين على ضوء حاجات المجتمع والدولة، وهنا لن يبقى عندنا السلفية والتخلف الفكري، وسيصبح عندنا تدين في مستوى طموحات حاجاتنا، لأن قراءتنا للقرآن والسنة ستصير اجتهادية متجددة بعد أن نضع معيار الكرامة الإنسانية”.
وشدد أنه “من الأخطاء التي ارتكبناها سببه إعطاء الأولية للفقه الثراتي وليس الكرامة الإنسانية، ولقد سألنا المجلس العلمي الأعلى سنة 2013 عن حرية المعتقد، فقال لنا “من بدل دينه فاقتلوه”، وهنا نرى المجلس العلمي الأعلى لم يرجع للعقل أو حاجات الدولة أو للوضع الحالي، إنما إلى الفقه التراثي القديم، كابن تيمية والشافعي، وهذا خطأ فادح، ولا يمكن فهم الدين انطلاقا مما فهمه أشخاص عاشوا في مجتمع شروطه لا علاقة بها بواقعنا الآن”.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية