بوعياش: الدين ليس عقبة لأي تحول اجتماعي إيجابي كان أم سلبي
اعتبرت أمينة بوعياش، رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، أن الدين سواء في جوهره، أو في ممارسته، لا يقف بالضرورة حجرة عثرة في وجه الحريات الفردية، لكن هذا الأمر لا ينطبق بالضرورة على قراءات البعض للدين، واستغلاله سياسيا، بحسبها، مشددة على أنه يمكن للمبادئ الدينية أن تكون فاعلة في التغيير الجذري وليس فقط في حماية او تكريس الوضع القائم .
وقالت بوعياش، في ندوة علمية نظمتها حركة “ضمير”، بشراكة مع مؤسسة فرريش ناومان الألمانية، حول موضوع :”الحريات الفردية: بين التحولات المجتمعية والمرجعية الدينية”، اليوم الخميس، بالمكتبة الوطنية بالرباط، إنه ” من الواضح أن الدين والمرجعية الدينية عموما ليسا في حدهما عقبة لأي تحول اجتماعي إيجابيا كان أم سلبيا، معتبرة كل حقوق الإنسان في جوهرها حريات فردية.
ورأت بوعياش أن تصور البعض للحريات الفردية من كونها تحمل في طياتها مكونات ثورية أمام المرجعية الدينية “مجرد ثنائية ليس ضرورية، فالدين يدخل في بيئة يمكن أن تجعله محركا لحركة ساسية ذات بعد إنساني أو أن ينشر السلم والسلام، أو أن يقود الحروب”.
وأكدت بوعياش أن هيئة الإنصاف والمصالحة انكبت على موضوع الحريات الفردية والجماعية، وأصدرت بخصوصها توصية لتعزيز الحماية القانونية لها، وهو ما تم التنصيص عليه بالفعل في دستور 2011، في أحكامه المتعددة، بما في ذلك أهمبة حرية مرتبطة بالعلاقة ما بين التحولات المجتمعية والحريات الفردية المنصوص عليها خاصة وبشكل واضح في الفصل 25، وهي أن حرية الفكر والرأي والإبداع مكفولة بكل أشكالها دستوريا.
غير أن الممارسة الفعلية لمجموعة من الحريات الفردية، تشدد بوعياش، لازالت تطرح العديد من التحديات التشريعية والمجتمعية، ولا زالت تعيق تحرر الفكر والتعبير في قضايا جوهرية تطفو على السطح بما أن مجال الحريات والحقوق يتسع باستمرار في حين تراوح الحماية القالنونية في اطار عملية ملائمة القوانين مع أحكام الدستور مكانها.
وخلصت بوعياش على أن ” الدين حق من الحقوق، والعبادة حرية من الحريات، وطغيان هذا على ذاك يعد تهديدا حقيقيا لتوازن هش، وعرقلة كبيرة للتحولات الاجتماعية “.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية