بن شماش: الطبقة المتوسطة في المغرب أعرضت عن السياسة وركزت على البحث عن الحد الأدنى للمعيش اليومي
إن أغلب الدراسات والأبحاث التي أنجزت حول الطبقة المتوسطة في المغرب، على قلتھا ومحدویتھا، تدفعنا إلى الخروج بخلاصة أساسیة مفادھا أن ھناك اختلافا یكاد یكون حادا، لیس فقط في قیاس قاعدتھا وحجمھا ضمن البنیة الدیمغرافیة ، ولكن أیضا حول استمرار وجودھا وحركیتھا.
هذا ما خلص إليه حكيم بن شماش، رئيس مجلس المستشارين، اليوم الأربعاء، في كلمة له ألقاها خلال الجلسة الافتتاحیة للمنتدى البرلماني الدولي الخامس للعدالة الاجتماعیة، المنظم من طرف مجلس المستشارین،بشراكة مع المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبیئ
وأوضح بن شماش في السياق ذاته، أن الطبقة المتوسطة في المغرب أعرضت عن المشاركة في الحیاة السیاسیة، وركزت جھودھا في البحث عن تأمین الحد الأدنى لوسائل العیش”.
وأبرز بن شماش، أن هناك من یرى أن الطبقة الوسطى المغربية تصعد نحو الطبقة البرجوازیة، في المقابل هناك أيضا من یرى أنھا تتقلص وتتھاوى تدریجیا نحو الطبقات الفقیرة التي تعتبر متضررة مھما كانت الأوضاع، ويعتبر بن شماش أن الفرضیة الأقرب إلى الحقیقة، وھذه وجھة نظر أغلب الباحثین، يوضح، هي أن هذه الطبقة تتجه إلى التراجع نظرا لاختلال التوازن بین دخلھا السنوي وبین متطلبات وأعباء الحیاة الیومیة المتزایدة والمرتفعة التكلفة، مردفا :” ویمكن القول إن صح “التوصیف” أنھا تعیش نوعا من “الھشاشة”.
وأشار بن شماش إلى أن هذه الهشاشة من المرجح أن تؤدي بھا ( الطبقة المتوسطة) إلى تخفيض مرتبتھا الاجتماعیة بكل ما قد یترتب عن ذلك من تداعیات ونتائج وخیمة.
وشدد رئيس مجلس المستشارين، على أن هناك ” إجماع الیوم على أن الطبقة المتوسطة تجد في المغرب صعوبات في الصمود، بل وفي البروز لاسیما بسبب غلاء المعیشة
والخلل الوظیفي للخدمات العمومیة، وأصبح لتراجعھا وانكماشھا تجلیات واضحة في مختلف المجالات الاقتصادیة والاجتماعیة والسیاسیة والثقافیة، حیث تقلصت مبادراتھا الاقتصادیة.
وأوضح أن البعض، يعتبر أن أزمة الطبقة الوسطى قد تعمقت خلال العشریة الأخیرة بفعل التضخم وارتفاع الضرائب، وأسعار العدید من المواد الأساسیة، ورفع الدعم عن المحروقات دون إجراءات مواكبة، وتآكل الدور الاجتماعي للدولة، بالإضافة إلى تأثیرات العولمة والأزمة الدولیة. مما جعل ھذه الطبقة تعرف انكماشا واضحا.