أمينة المكاوي .. باحثة مغربية نجحت في فرض اسمها بالجامعات المكسيكية

سنوات من التجارب الزاخرة بالعطاء والمثابرة والشغف اللامتناهي، بصمت مسار الأستاذة الجامعية أمينة المكاوي، نموذج التميز المغربي في المجال الأكاديمي في المكسيك.

تميزها في عالم الأنثروبولوجيا وعلم الاجتماع ليس وليد الصدفة، بل كان ثمرة سنوات من التحصيل العلمي والمهني والطموح الجامح لنيل أعلى المراتب.

تستعيد ابنة وادي زم ذكريات الطفولة بالكثير من الفخر. هذه المرحلة التي أسست “النواة الصلبة” لأمينة، الباحثة والأم والمرأة والزوجة، وحيث كان والدها مصدر “السند والدعم النفسي” للمحطات المقبلة في حياتها.

خطواتها العلمية الأولى بدأت بعد مرحلة الدراسة الثانوية، “مرحلة الإصرار” كما تصفها أمينة في حديثها لوكالة المغرب العربي للأنباء، حيث التحقت بالجامعة بالرباط لدراسة الفلسفة وبعدها علم الاجتماع بين سنتي 1996 و2000، وحيث تعلمت المبادئ الأولى للبحث العلمي والأكاديمي.

وأكدت المكاوي، أن في تجربتها الأكاديمية محطات فارقة عديدة، كانت تذكي كل يوم عزيمتها للمثابرة ومواجهة الصعاب. فكانت مرحلة الدراسات العليا بكلية الآداب بالرباط فترة انفتاح كبير على ميدان البحث مع جمعيات غير حكومية في مشاريع اجتماعية وثقافية.

وأبرزت أن هذه المرحلة تميزت بالتحاقها بمنظمة هلين كيلر الدولية، حيث تعلمت القيادة والتخطيط ودينامية الجماعة، ومهدت الطريق للتجربة الدولية في مجال البحث مع الأمم المتحدة واليونسيف والبنك الدولي ومجموعة من المنظمات الدولية.

أما عن تجربتها في المكسيك، فقالت المتحدثة، إنها بدأت بمنحة دراسية سنة 2005، وبعد وعي تام بتطور الأنثروبولوجيا وعلم الاجتماع في أمريكا اللاتينية، وخاصة المدرسة المكسيكية الغنية بالبحوث والمراجع في المجال، وفي وقت اتسم، وفق أمينة، باهتمام المغرب وانفتاحه على هذه المنطقة وعمله على تعزيز أواصر التعاون جنوب-جنوب.

وكانت بدايات المكاوي في العاصمة مكسيكو حيث أنجزت بحث الدكتوراه، ودرست لمدة سنتين بالمدرسة الوطنية للأنثروبولوجيا والتاريخ. وبموازاة البحث العلمي، كانت أول مرشد سياحي عربي في المكسيك، في مرحلة تميزت أيضا بانفتاح هذا البلد على الدول العربية في مجالات شتى.

تتذكر أمينة تجربتها في مكسيكو “المدرسة بلا منازع” وتستحضر ذكريات جميلة عن الثقافة واللباس والسياحة والتعايش، وذلك حتى العام 2012، وحيث التقت زميلا سيكون رفيق دربها فيما بعد، في معهد المكسيك لعلم الاجتماع، وبعدها بجامعة الأنثربولوجيا الاجتماعية، إحدى الجامعات المرموقة في هذا المجال.

وطوال سنوات، اشتغلت أمينة بشغف على بحوث أنثروبولوجية تتناول تيمات الهجرة والجماعات العابرة للأوطان ومختلف التحولات الاجتماعية والاقتصادية الموازية، إضافة إلى مقارنات بين ظاهرة الهجرة والحركات الاجتماعية في إفريقيا وأمريكا اللاتينية، بين مؤسسات جامعية في المكسيك وإسبانيا.

ولم يقف تفوق أمينة في المكسيك وولوجها أرقى الجامعات والمعاهد البحثية، أمام رغبتها في العودة إلى المغرب رفقة زوجها المكسيكي، والعمل بجامعة محمد الخامس والمجلس العربي للعلوم الاجتماعية.

تعتبر أمينة أن “مرحلة العودة إلى المغرب” تكتسي أهمية كبيرة في مسارها المهني، مكنتها من خوض تجارب بحثية في سلكي الماستر والدكتوراه، وفي مجال خصب ذي صلة بالبيئة والطاقات المتجددة والتغير المناخي والاستراتيجيات البديلة، والتي مكنتها من نسج شبكة علاقات مهمة قبل العودة إلى المكسيك.

ورغم قرار العودة إلى المكسيك مرة أخرى، بعد العام 2017، بحثا عن “الاستقرار الأسري”، تفتخر المكاوي بالتحول الكبير بين “أمينة الطالبة الطموحة خريجة المدرسة والجامعة المغربيتين، والأكاديمية المتمرسة، بعد سنوات من التحصيل المهني والأكاديمي، وتجارب دولية أضافت لها الشيء الكثير.

وواصلت المكاوي خطاها الواثقة صوب التفوق بعد حصولها على كرسي للبحث حول الطاقات المتجددة والأقليات الإثنية من قبل المجلس الوطني للبحث العلمي والثقافي، وتعيينها في ما بعد باحثة بمركز الدراسات الجهوية بالجامعة المستقلة “يوكاطان”.

وفي جامعة يوكاطان شرق المكسيك، تعمل أمينة رفقة مجموعات بحثية متعددة التخصصات، على إعداد مشاريع حول السياسات التنموية وأنثروبولوجيا الطاقة، إضافة إلى بحوث اجتماعية حول الأقليات الإثنية وبعض المجتمعات المهمشة.

تقر أمينة المكاوي بأن كل مرحلة في الحياة هي بمثابة “سفر إنساني ينسج تجربة متفردة حيث نتعلم ونكتشف وننفتح ونكبر، كما أن تجربة الإنسان والباحث سفر عبر الجسد في مقاربة إثنوغرافية، حيث يتلاقح ويلتقي ويتفاعل مع محيطه”.

وبمناسبة اليوم العالمي للمرأة، أكدت المكاوي اعتزازها بـ”المغربيات اللائي ما فتئن يتميزن ويتفوقن في شتى المجالات، سلاحهن الطموح والشغف والعطاء”.

المصدر : وكالات

انخفاض أسعار اللحوم الحمراء المستوردة ومهني يوضح لـ “سيت أنفو”

whatsapp تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب






انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية




زر الذهاب إلى الأعلى