هل المغرب مُستهدف إلكترونيا؟
أعلنت شركة “فايسبوك” في بداية الشهر الحالي، عن تفكيك شبكتين متهمتين بـ”العمل لأجندات سياسية”، بعد إغلاق 350 حساب وصفحة ومجموعة يتابعها أزيد من 1.4 مليون متابع لأنها تمارس “التضليل” عبر “السلوك المزيف”، ومن الدول التي استهدفتها المغرب، مما يحيلنا على طرح السؤال: هل المغرب مستهدف إلكترونيا؟
في هذا الصدد، قال حسن خرجوج، خبير في مجال التسويق والتواصل الإجتماعي الإلكتروني، بـ”أن المغرب تقنيا غير مستهدف خاصة مع التطور الحاصل في أجهزة الأمن التي أصبحت تتوفر على إمكانيات لوجيستيكية وبشرية مؤهلة، هذا ما نلاحظه بشكل ملحوظ في التصدي للجريمة الإلكترونية بكل أشكالها وأنواعها حتى أن المغرب راكم تجربة كبيرة في هذا المجال”.
وأضاف الخبير في تصريح لـ “سيت أنفو” بأن “هناك نقص في المجال السيكولوجي والسوسيولوجي الخاص بالشق التقني، فحين حديثنا عن مواقع التواصل الاجتماعي يحيل مباشرة أن التقنية مجرد أداة لا أكثر ولا أقل، لكن التفاعلات البشرية تشكل 90 في المئة من تواجدنا عبر الأنترنت، المغرب يمكن القول أنه مستهدف من خلال نقص الدراسات والمعاهد التي تدرس السلوك البشري داخل مواقع التواصل الاجتماعي”.
وأوضح أن “الغرب يدَرس مواد حول العلاقات العامة والسوسيولوجيا وعلم النفس وعلاقتها بالتأثير على السلوكيات والمعارف البشرية داخل مواقع التواصل الاجتماعي، في حين لا نجد في المغرب مثل هاته المدارس، وإن وجدت فالولوج إليها شبه مستحيل سواء من ناحية التكلفة المرتفعة أو من ناحية بعض شروط الولوج هذا وأمام هذا الواقع نضطر إلى الاعتماد على الكتب والدورات التكوينية في مجال التسويق والعلاقات العامة، بالنسبة لي كنت محظوظا بدراستي لعلم الاجتماع وشغفي بالتكنولوجيا منذ الصغر ، جعل هذا الأمر سهلا عليّ”.
وأبرز بأنه “أمام هذا التحدي يجب على المغرب أن يعمل على تطوير أدمغة شبابه وشاباته حول التكنولوجيا، فهي مجرد أداة أمام ما سنحققه مستقبلا، وأن الصفحات الفايسبوكية والأنستغرام تنمو كالفطر لن نستطيع التصدي لها إلا بالتطور والدراسة، قد نواجه المتاعب مستقبلا إذا لم ندرب جيلا قادرا على فهم قواعد البيانات وكيفية التحكم والتمكن منها”.
وشدد أن “اختراق المجتمع أصبح سهلا جدا يكفي أن أقوم بعمل صفحة ودراسة معمقة للمستهدفين ومن تم تبدأ العملية ” ضخ السم “، مع التكنولوجيا أصبح سهل التحكم في مشاعر الإنسان من خلال الانسياق الجمعي وراء كل فكرة أو موضوع، نحن لا نصنع المستحيل نحن فقط نتعامل مع الأمر كما نتعامل مع الطبيعة”.
وذكر أن “شركة فايسبوك قامت بالتصدي لمجموعة صغيرة جدا من الصفحات، لكن إذا قمت بقسمتها على الدول التي ذكرت ستجد أن الصفحات الموجهة للمغرب لا تتعدى الصفحتان أو ثلاث، أين الباقي، ونحن نتوفر على 15 مليون شخص نشيط شهري على منصات التواصل الاجتماعي، هل في نظرك توقيف صفحات معدودة كفيل بإيقاف هذا المد الذكي؟.
وأورد بأنه “نحتاج لحماية معطياتنا وقاعدة بيانات مواطنينا من الإختراق، تخيل معي دولة ما تتحكم في 15 مليون نسمة تمدهم بالمعلومات والأفكار التي تريدـ تخيل معي أن كل شخص يشاهد نفس الأمر، إذن أصبحنا 30 مليون شخص لهم نفس الفكرة، تخيل معي أنك تستطيع أن تسيطر على الانتخابات وعلى المنتجات وعلى كل ما تريد بضغطة زر”.
وختم الخبير كلامه بالقول: “الفايسبوك أعطت إشارة قوية للدول المعنية فالرقم الذي قامت بنشره هو مجرد إنذار إذا لم تستطع حماية معطيات مواطنيكم فلا أحد سيحميكم”.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية