مهاجر مغربي بأمريكا الشمالية يروي كيف انتقلت له عدوى “كورونا” داخل الطائرة وكيف فقد والده

بصوت لا يكاد يسمع جيدا، حكى أحد المهاجرين المغاربة بأمريكا الشمالية، عن قصته مع وباء كورونا، الذي حول حياته وحياة أسرته إلى جحيم لا يطاق، بعدما فقد والده بسبب هذا الوباء اللعين.

لم يكن يخطر على بال أمين البالغ من العمر 44 سنة، أن زيارته للمغرب خلال الأسبوع الأول من شهر مارس الماضي، من أجل رؤية والديه بمدينة فاس، ستبعثر جميع أوراقه، وستجعله يعيش تجربة مريرة يصعب نسيانها.

يقول أمين في تصريح لـ “سيت أنفو”، إن قضاء 7 ساعات داخل الطائرة كانت كافية لنقل العدوى له، من طرف أحد الأشخاص الذي كانت بادية عليه أعراض هذا الفيروس.

حاول أمين أن يقنع نفسه، أن الشخص الذي يجلس أمامه في الطائرة يعاني من نزلة برد حادة ولا علاقة للأمر بفيروس كورونا، رغم أن صوت سعاله كان مرتفعا جدا، ما جعل جميع الركاب ينتبهون له، لكن للأسف الشديد لم يتمكنوا ساعتها في معرفة ما إذا كان فعلا مصاب بكوفيد 19.

الدعاء وقراءة القرآن الكريم كانا كفيلان لطمأنة نفسه، خلال الرحلة التي دامت لسبع ساعات، لكن بمجرد أن وصل إلى منزله بمدينة فاس، بدأ يشعر بآلام حادة على مستوى الرأس، قائلا “عمري في حياتي ضرني راسي بحال هكاك”.

آلام في الرأس وارتفاع في درجة الحرارة وفقدان حاسة الشم والذوق جعلا أمين يربط الاتصال بمركز “ألو يقظة” من أجل الكشف عن حالته الصحية، لكن في البداية استمعوا له وطلبوا منه الجلوس في المنزل، لكن تدهور حالته الصحية بعد مرور يومين جعله يربط بهم الاتصال مجددا، ليتم نقله على وجه السرعة إلى المستشفى الجامعي بفاس.

التحاليل المخبرية أكدت إصابته بالفيروس، ليتم الاحتفاظ به داخل المستشفى لأن حالته الصحية كانت صعبة في البداية، لكنه سرعان ما تفاعل مع الأدوية، وبدأت تتحسن حالته الصحية يوما بعد يوم.

قضى أمين أزيد من 38 يوما داخل المستشفى، عاش لحظات صعبة للغاية، رأى الموت بأم عينيه، ورغم ذلك حاول إقناع نفسه، أنه قادر على التغلب على هذا الداء اللعين.

يقول أمين أصعب خبر وصله وهو داخل المستشفى أن والديه وشقيقته وابنتها أصيبوا بالفيروس، لأنهم كانوا يتواجدون معه بنفس المنزل، كان الأمر صعبا، لكن الأصعب من هذا هو تلقيه خبر وفاة والده بسبب كورونا.

فقدان والده وإصابة والدته وشقيقته وابنتها بالفيروس جعله يعيش أصعب تجربة في حياته، لدرجة أنه لم يستطع التكلم عن والده، وظل صامتا، لعل الكلمات تكشف عن عمق الجرح الذي تلقاه خلال هذه الفترة.

يقول أمين أن زيارة الأطباء والممرضين له داخل الغرفة والحديث معه، جعله يتجاوز جزء من هذه المحنة، والأمر الذي جعله يتشبث بالحياة هو كون هؤلاء الأطباء يغامرون بحياتهم من أجل إنقاذه.

دخول الأطباء والممرضين وعمال النظافة إلى غرفته، وتبادل أطراف الحديث معه، جعله يشعر بنوع من الأمل، ويتشبث بالحياة، وبالفعل استطاع هزيمة المرض، رفقة والدته وشقيقته وابنتها.

أمين غادر المستشفى إلى منزله، ولم ينسى أن يوجه كلمة شكر وتقدير للطاقم الطبي سواء أطباء أو ممرضين على حسن المعاملة، مؤكدا أن المغرب يتوفر على كفاءات عالية في صفوف الأطباء، يكفي أن نعترف بهم.


أشرف حكيمي يفضح هجوم باريس سان جيرمان

whatsapp تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب






انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية




زر الذهاب إلى الأعلى