“طيور المكسيك”.. معرض استثنائي بمتحف إيف سان لوران بمراكش

إثر النجاح المدوي لمعرض “الثعبان” عام 2022، حيث عُرض لأول مرة في المغرب فن السكان الأصليين لأستراليا، يواصل متحف إيف سان لوران مراكش رسالته المتمثلة في تعريف الجمهور المغربي بروائع الفنون العالمية، وذلك من خلال معرضه الجديد “طيور المكسيك”، المنظم تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس.

يجمع هذا المعرض بين الرموز التراثية والإبداعات المعاصرة في استكشاف جمالي وأنثروبولوجي يكشف، ولأول مرة في شمال إفريقيا، عن أكثر من 90 عملاً وقطعةً نادرة من عشرين مجموعة مكسيكية عامة وخاصة.

الحياة الطيرية: مرآة للهوية عبر الأزمان

من خلال عدسة فريدة تركّز على الطيور، يسلط المعرض الضوء على الحضور الخالد لهذه الكائنات في الفنون والحرف المكسيكية، وتأثيرها المتواصل على المبدعين عبر القرون في رسوم وزخارف ومنحوتات تمتد من حقبة المايا الكلاسيكية إلى الحركات الطليعية المعاصرة حيث تتجلى في المعرض صور الطيور بمختلف أنواعها—من الديكة والكناري إلى البجع والحمام ومالك الحزين والطاووس والنسر—متجسدة في أوانٍ فخارية وحُلي ولوحات وتحف زخرفية تحكي عبر الأزمنة قصة علاقة الإنسان المكسيكي بهذه الكائنات الرشيقة وكيف أصبحت جزءاً لا يتجزأ من المشهد المكسيكي المعاصر وحياة سكانه اليومية.

الريش والرموز: لغة كونية تتخطى الحدود

إلى جانب تمثيلها الفني، نكتشف افتتان الشعب المكسيكي بالريش، حيث يكشف المعرض عن دلالات الريش وتنوعه اللوني والملمسي في الحرف الرمزية، من فضيات تاكسكو (ولاية غيريرو) إلى سيراميك تلاكيباكي (ولاية خاليسكو) وغواناخواتو، مروراً بصناعة الفخار ونجارة الخزائن والمجوهرات والمنسوجات. هذا الامتداد الفني والروحي، الذي يعبر القرون، يتردد صداه بعمق في المغرب، حيث تحظى الحرف اليدوية والرمزية الحيوانية مكانةً خاصة في الوجدان الثقافي.

تعاون مغربي مكسيكي رائد
على عكس المعارض المستوردة الجاهزة، يُعد “طيور المكسيك” إبداعاً أصيلاً نشأ عن حوار معمّق بين المغرب والمكسيك.

تصوّر هذا المعرض القيّم الفني المكسيكي خوان جيراردو أوغالدي ساليناس، مرمّم مجموعات متحف بيير بيرجي للفنون الأمازيغية ومتحف إيف سان لوران مراكش منذ عام 2023. وهو ثمرة أشهرٍ من الأبحاث والتعاونات العلمية بالشراكة مع شخصيات مكسيكية مرموقة من باحثين وخبراء ومؤرخي فنون، ومن بين هؤلاء، نذكر المستشارة العلمية للمعرض، آنا إيلينا ماليت، وهي قيّمة معارض مكسيكية متخصصة في التصميم الحديث والمعاصر، وعضو المجلس الاستشاري لمتحف جامعة العلوم والفنون بالجامعة الوطنية المستقلة في المكسيك (موكا روما/يونام)، وقيّمة معارض ضيفة لمعرض “صياغة الحداثة: التصميم في أمريكا اللاتينية، من عام ١٩٤٠ إلى عام ١٩٨٠” في متحف الفن الحديث في نيويورك عام ٢٠٢٤.

إعارات استثنائية من مؤسسات مكسيكية مرموقة

يحظى المعرض بدعمٍ استثنائي من خلال إعارات من مؤسسات مكسيكية عريقة، هي: المعهد الوطني للأنثروبولوجيا والتاريخ، والمعهد الوطني للفنون الجميلة والأدب، والمعهد الوطني للشعوب الأصلية. وهذه هي المرة الأولى التي تُعرض فيها مجموعة بهذا الحجم من الكنوز التراثية المكسيكية في شمال إفريقيا. من خلال هذه الروائع، يقدم معرض “طيور المكسيك” بانوراما غير مسبوقة للتطور الفني والهوياتي للمكسيك، ويحتفل بثراء وتفرد التراث الحي.

تأمل ثقافي مشترك حول الطبيعة والثقافة
يتجاوز “طيور المكسيك” كونه معرضاً فنياً ليصبح احتفاءً بالحوار بين الفنون والثقافات، بين المكسيك والمغرب، بين الماضي والحاضر. فهو دعوة للتأمل في علاقة الإنسان بعوالمه الطبيعية والمادية واللامادية، وتكريم للأواصر العميقة بين “الطبيعة” و”الثقافة”—وهي موضوعات متأصلة تتناغم مع رؤية متحف إيف سان لوران مراكش وحديقة ماجوريل. حدثٌ لا يُفوّت لعشاق الفن، وحراس التراث، وكل من يسعى إلى رؤية جمال العالم من خلال منظور جديد.

برنامج ثقافي حافل
بالتزامن مع المعرض، سيتم تنظيم سلسلة من الفعاليات الثقافية، تشمل محاضرات وحفلات موسيقية وعروضاً سينمائية. ومن بين هذه الفعاليات، سيتم عرض عشرة أفلام مكسيكية، وذلك ابتداءً من السبت ١ مارس وحتى السبت ٢٦ يوليو ٢٠٢٥، في قاعة بيير بيرجي بمتحف إيف سان لوران مراكش وسينماتك طنجة. وتُقام هذه العروض بدعم من مؤسسة حديقة ماجوريل، وهي مفتوحة مجاناً للجمهور، كما يمكن الاطلاع على البرنامج الكامل عبر الموقع الإلكتروني للحديقة.


وزارة التربية الوطنية تجري مباراة لتوظيف 6000 أستاذ

whatsapp تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب






انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية




زر الذهاب إلى الأعلى