موعد انطلاق مهرجان الموسيقى العالمية العريقة بفاس

تنطلق فعاليات الدورة 28 لمهرجان الموسيقى العالمية العريقة بفاس، يوم الجمعة المقبل، وينتظر أن يقدم المهرجان إبداعا ضخما متعدد الفقرات، سيجمع عشرات الفنانين، ويتم إثراؤه كما ستجري عليه العادة من الآن فصاعدا، بعمل فني رائع للصور ورسوم خرائطية على واجهات باب الماكينة.
وتحت شعار “انبعاثات، من الطبيعة إلى المقدس” سيسلط هذا الإبداع المتفرد الضوء، من خلال الأنغام والصور، على الموضوع الرئيسي والمحوري لنسخة 2025، وتثمين تصور “الانبعاث”، على شكل دعوة لإعادة التجديد الثقافي، والروحي والفني الذي يعتبر المغرب نموذجا له.
وبهذا، ستحتل فاس مكانة متميزة في صلب هذه الدينامية المستدامة. ويقظة المدينة تلك ستحتفي بالقرويين، أقدم جامعة في العالم، التي لعبت دورا مهما في إذكاء الشعور الديني بجزء كبير من إفريقيا، تلك القارة التي تجسد استمرار التدفق الدائم والأزلي لقوى الطبيعة والحياة. كما ستلتقي فاس بفلورانس الإيطالية محتفية رفقتها بروح “النهضة والانبعاث”، تلك الحقبة المتوهجة التي شهدت، في القرن الخامس عشر، بزوغ عصر النهضة الأوربية.
من خلال سينوغرافيا حكائية وكوريغرافيا استثنائية، سيعرض هذا الحفل لفقرات متتالية، مستوحاة من جمال العالم، وتعدد تعبيراته وجمالية إفريقيا بألوانها المبهرة، إفريقيا الغريبة، والساخرة في بعض الأحيان.
سيتوافد عشرات من الفنانين على هذه البرمجة المتنوعة للمهرجان، وبالضبط أمام أسوار باب الماكينة الشهير، ومن بينهم نساء من جزيرة مايوت في عرض يجسد طقس “ديبا” الصوفي الذي يحتفل بمولد الرسول، ومجموعة أريج للأغاني والأناشيد الصوفية لسلطنة عمان، ورقصة طقوس النمور من أداء فنانين أفارقة عن مجموعة زاولي دو مانفلا Zaouli de Manfla ومجموعة Les Echassiers، وطقوس الرقص لنمور الكوت ديفوار، و”قصائد” لمريدي السنغال وطبول بوروندي Les Tambours de Burundi. إضافة إلى كل هذا، هناك الرقص الصوفي “السماع” لمكناس، والكلمات الساحرة للكوميدي المالي حبيب ديمبيلي في دور الحكواتي والصوت الرفيع الشبه سوبرانو “Colorature” Battista Acquaviva الذي يبعث الحياة من جديد في الأغاني المقدسة لفترة النهضة الإيطالية.
على مدى أزيد من ربع قرن، تكون فرق مؤسسة روح فاس قد اكتسبت التجربة والتمرس عبر هذه التظاهرات الفنية ذات الأثر القوي المرئي والشاعري في نفس الآن، حيث استطاعت الجمع ما بين أجود التكنولوجيات المتطورة المعاصرة والتقاليد الموسيقية لمختلف ربوع العالم. تلك هي الآلية التي ستحتفي مجددا بتفرد فاس، مدينة التقاسم والانفتاح والسعي بالضبط خلال دورة 2025 على تكريم الإنسان بمختلف تمظهراته وانبعاثاته في مواجهة ما لا نهاية…
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب


انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية