افتتاح المهرجان الوطني لجائزة محمد الجم للمسرح بالرباط

في أجواء احتفالية مفعمة بعنفوان الشباب، احتضن المسرح الوطني محمد الخامس بالرباط، مساء الاثنين 5 ماي 2025، حفل افتتاح الدورة الرابعة للمهرجان الوطني لجائزة محمد الجم للمسرح، الذي تنظمه جمعية أصدقاء محمد الجم، تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل.
وافتُتح الحفل بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، تلتها لحظة ترحم مؤثرة على روح الفنان الراحل محمد الشوبي، حيث تليت سورة الفاتحة، قبل أن يُعزف النشيد الوطني المغربي وسط خشوع وتصفيق الحاضرين.
وشهد الحفل حضور شخصيات وازنة من عالم الفن والثقافة والإعلام، في مقدمتهم مصطفى المسعودي، الكاتب العام لوزارة الشباب والثقافة والتواصل (قطاع الشباب) ممثلا عن الوزير محمد المهدي بنسعيد، إلى جانب نخبة من الفنانين والمثقفين، وأعضاء لجنة التحكيم، والشخصيات المكرمة، فضلا عن الفرق المسرحية الإثني عشرة الممثلة لمختلف جهات المملكة، والتي تأهلت إلى المرحلة النهائية بعد إقصائيات إقليمية وجهوية واسعة.
وتولى الفنان المقتدر محمد الجم، المشرف العام عن المهرجان وصاحب المبادرة وراعي الجائزة، قص شريط الافتتاح وسط تصفيقات حارة من الحاضرين.
وعبر الحاج الجم في كلمته عن اعتزازه وفخره بهذا “اللقاء مجددا” في أجواء جائزة محمد الجم للمسرح، معتبرا أن هذا الحدث الثقافي البارز أصبح تقليدا سنويا راسخا في المشهد المسرحي المغربي، “يجسد قيم الإبداع والتميز، ويمنح الشباب فضاء رحبا لاكتشاف ذواتهم وصقل مواهبهم والتعبير عن تطلعاتهم من خلال فن المسرح”.
وقال الجم: “ها نحن اليوم نشهد انطلاقة الدورة 13 لهذه الجائزة المرموقة، والدورة الـ4 للمهرجان الوطني لجائزة محمد الجم لمسرح الشباب، الذي تنظمه جمعية أصدقاء محمد الجم للمسرح، برعاية سامية من صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، وبشراكة استراتيجية مثمرة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل، في تأكيد واضح على المكانة التي تحظى بها الفنون والثقافة في تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز الهوية الوطنية”.
وأضاف الحاج الجم أن هذه التظاهرة الفنية الكبرى التي امتدت فعالياتها على مدى 5 أشهر (من شهر يناير إلى غاية شهر ماي)، تمثل محطة حيوية لاكتشاف وصقل مواهب الشباب في مختلف ربوع المملكة، عبر مراحل إقصائية إقليمية ومهرجانات جهوية تتوج بالمهرجان الوطني بمدينة الرباط، معتبرا أن هذه التظاهرة تتيح الفرصة للفرق المسرحية الشابة “لتقديم إبداعاتها في أجواء من التنافس الشريف، مما يسهم في تحفيز الطاقات الصاعدة على مزيد من العطاء والابتكار، خدمة للفن المسرحي المغربي وترسيخا لدوره في التثقيف والتنوير”.
من جهته قال محمد المهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل في كلمته إلى المشاركين في المهرجان، والتي تلاها بالنيابة مصطفى المسعودي الكاتب العام للوزارة (قطاع الشباب)، “إن المهرجان الوطني لجائزة محمد الجم لمسرح الشباب أصبح موعدا سنويا يحتفي بإبداعات الشباب المغربية، فالمسرح لايزال تلك المنصة الحية التي تنبض بقضايا الوطن وتعبر عن طموحات أجيالنا الصاعدة”، مضيفا أن “افتتاح المهرجان يزداد بهاء ورمزية باحتضان مسرح محمد الخامس لفعالياته، كواحد من أبرز المعالم الثقافية ببلادنا، وفضاء شاهد على عقود من الإبداع المسرحي والموسيقي والفني”.
واغتنم الوزير المناسبة ليوجه شكره للفنان المقتدر الحاج محمد الجم، الرئيس المؤسس لهذا المهرجان “على انخراطه المتواصل في هذه المبادرة وتشجيعه للمواهب المسرحية الواعدة على مزيد من العطاء والتميز”. قبل أن يغتنم الفرصة للترحيب بالفرق المسرحية المشاركة في هذه التظاهرة الفنية.
ومن أبرز لحظات الحفل، العرض المسرحي الذي أبدعه فنانون موهوبون بالفطرة من الجمعية المغربية لمساندة الأشخاص ذوي التثلث الصبغي، من إخراج المبدعة فاطمة الزهراء الهويتر. وقد وقف الجمهور احتراما لهذا العمل الإنساني والفني الراقي، الذي عكس قدرة المسرح على احتضان التنوع وإبراز الطاقات المغمورة.
وفي لحظة تكرس لثقافة الوفاء والاعتراف، تم تكريم ثلاثة أسماء بارزة في الساحة الفنية المغربية، ويتعلق الأمر بكل من الفنانة أمال التمار، بشهادة مؤثرة من المسرحي المقتدر عبد المجيد فنيش. والفنانة سلوى الجوهري، بشهادة في حقها قدمها الفنان والخبير المسرحي الحسن النفالي، مدير الدورة الرابعة، والتي سلط من خلالها الضوء على المسار الفني للفنانة، وأخيرا الفنان حسن ميكيات، الذي قدم شهادة في حقه الفنان عبد الكبير الركاكنة، في لحظة عكست عمق التقدير لمساره الفني.
كما تم تقديم أعضاء لجنة التحكيم رسميا للمشاركين، والتي تتكون من أسماء وازنة في الساحة الفنية المغربية، برئاسة الكاتب والناقد المسرحي محمد بهجاجي، إلى جانب الكاتب والناقد المسرحي والأستاذ بالمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي محمد أمين بنيوب مقررا للجنة، وعضوية كل من الفنان المميز هشام بهلول، والسينوغراف رضا العبدلاوي، والفنانة والباحثة سميرة صاقل.
واختتم الحفل بتقديم إحصائيات دقيقة حول عدد الفرق المشاركة في الإقصائيات الإقليمية والجهوية، والتي أسفرت عن تأهل إثني عشر فرقة تمثل التنوع المجالي والثقافي المغربي، في تأكيد على الانتشار المتنامي للمسرح الشبابي.
وأُسدل الستار على هذه الأمسية الافتتاحية بعرض موسيقي مميز من أداء الفنان الكبير رشيد برياح، الذي أتحف الحاضرين بإحدى روائعه الغنائية.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب


انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية