وجدة.. تسليط الضوء على التحديات التي يفرضها التطور الرقمي على الصحافة والإعلام-فيديو
سلط المؤتمر الدولي الأول، المنظم بوجدة، حول “الصحافة والإعلام في ظل الثورة الرقمية” الضوء على التحديات التي يفرضها التطور الرقمي على الممارسات الإعلامية والصحافية.
ويروم هذا اللقاء العلمي، الذي ينظمه مختبر استراتيجيات صناعة الثقافة والاتصال والبحث السوسيولوجي، بتنسيق مع شعبة علوم الإعلام والتواصل الاستراتيجي، وماستر الصحافة والإعلام الرقمي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الأول بوجدة، مناقشة تأثير التطور الرقمي على مهنة الصحافة، ودورها في تشكيل الرأي العام، في ظل التحولات التي أحدثها هذا التطور.
وناقش المتدخلون، خلال الجلسة العلمية الأولى لهذا المؤتمر، أهم التحديات المهنية المرتبطة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، خاصة ما يتعلق بدقة ومصداقية الأخبار التي يتم إنشاؤها تلقائيا، واحتمالات التحيز، والحاجة إلى تعزيز القوانين التي تحكم استخدام الذكاء الاصطناعي في المجال الإعلامي، مؤكدين أن تأثير هذه التقنيات على مستقبل الممارسة الإعلامية أصبح أمرا واقعا. وأكدوا على أهمية تكوين الصحفيين في تقنيات التحرير الرقمي ومهارات التعامل مع التقنيات الحديثة، لضمان قدرتهم على التوفيق بين السرعة في نشر الأخبار، والحفاظ على الدقة والمصداقية. كما أبرزوا الدور الذي يمكن أن يلعبه المؤثرون في تعزيز مصداقية المحتوى الرقمي، خاصة مع تنامي ظاهرة التضليل الإعلامي في عصر الانترنت، مشيرين إلى ضرورة وضع معايير مهنية وأخلاقية واضحة لتقييم دورهم في المشهد الإعلامي، مع تعزيز التعاون بينهم وبين المؤسسات الإعلامية.
وخلصت الجلسة إلى أن الثورة الرقمية، رغم ما تفرضه من تحديات، تتيح فرصا مهمة للنهوض بالإعلام إذا ما تمت مواجهتها برؤية استراتيجية تعزز معايير المهنية، والمصداقية، وتواكب التطورات التكنولوجية.
وأكد الأستاذ الباحث في قضايا الإعلام، ومنسق المؤتمر، هشام كزوط، في تصريح للصحافة، أن هذا الحدث يأتي لمقاربة مجموعة من الإشكالات المرتبطة بالممارسة الإعلامية، سواء في ارتباطها مع اتجاهات التنظير التي غيرت أشكالا عديدة من الأجناس الصحفية، وعلى مستوى بناء المضامين الإعلامية في ظل الثورة التكنولوجية.
وأبرز كزوط أن هذا اللقاء يعد مناسبة لمناقشة تأثير هذه الثورة على أخلاقيات المهنة، وعلى انزياحات الإعلام في صناعة الرأي العام، والتغيرات المجتمعية من قبيل التضليل الإعلامي، وتوجيه السياسات العمومية، بالإضافة إلى علاقة الإعلام بحلقات التنمية.
ومن جانبه اعتبر الكاتب الصحفي، ورئيس المركز المغربي للدراسات والأبحاث في الإعلام والاتصال، جمال المحافظ، أن هدا المؤتمر “أتى في وقته”، بالنظر إلى الدور الهام الذي تلعبه وسائل الإعلام في المرحلة الراهنة، مبرزا أن المشاركة الهامة لحقول عملية مختلفة، ستمكن من فتح نقاش مثمر.
وأوضح المحافظ أن هذا الحدث الذي سيتطرق لقضايا مهمة تتمحور أساسا حول موقع الإعلام في ظل التطور التكنولوجي الكبير، وموقع الصحافة في هذه التحولات، وكذا فتح النقاش مع الأجيال الجديدة العاملة في البحث العلمي، ستشكل فرصة لمساءلة واقع الإعلام في المغرب، وطرح مقترحات لتطوير هذا الحقل.
من جهتها عبرت الباحثة الأردنية، سرى محمد شطناوي، فخرها بالمشاركة في هذا اللقاء العلمي، حيث ستعرض ورقة بحثية حول التحديات الأخلاقية والمهنية لممارسة الذكاء الاصطناعي في إنتاج المحتوى الصحفي في الأردن، وحجم استخدام الصحفيين لتقنيات الذكاء الاصطناعي، وأبرز البرامج المستخدمة، بالإضافة إلى التحديات الأخلاقية والمهنية وكيفية مواجهتها. ويشمل هذا المؤتمر الذي انطلقت فعالياته يوم أمس الخميس، ويستمر على مدى ثلاثة أيام، مناقشات مجموعة من المحاور أبرزها “واقع الصحافة والإعلام في ظل التحولات المجتمعية والرقمية”، و”مستجدات الصحافة والإعلام في البيئة الرقمية”، بالإضافة إلى مناقشة “التحديات التي تواجه الممارسات الصحافية والإعلامية في العصر الرقمي”، و”آفاق المستقبل لصحافة الجيل السابع”.
وعرف اليوم الأول من هذا اللقاء، الذي يشارك فيه مجموعة من الباحثين والمختصين والأكاديميين من مصر، والأردن، وإيطاليا، تنظيم ماستر كلاس “الاعلام السمعي البصري في زمن الذكاء الاصطناعي”، وتقديم قراءة في كتاب “سيميائية الأنساق البصرية: دراسة في الاشتغال الدلالي لعناصر بناء الخطاب الفيلمي”، وكتاب “الإعلام في زمن اللايقين”، وكذا ورشات موجهة لطلبة الإعلام والصحافة.