زكرياء لزمات يكتب: إنهم خبراء هذا الوطن

عندما تحمل الخبراء مسؤولية القيادة، تعب المواطن ومعه الوطن، فالخبير يشتغل على إظهار نفسه و (مؤسسته) وما إلى ذلك، كما يعمل على تغييب أي شيء آخر يعيق نجاحه وإبرازه لذاته بكل ما تحمل النرجسية من معنى.

إن ما يجري من تطاول وضجيج حول قضايا (اجتماعية وسياسية واقتصادية …)، و التطفل الذي لم يستثني أي مجال وأي تخصص، لم يأتي من فراغ، بل من تلك المحاولات اليائسة من أجل ترميم التدهور الذي خلف وراءه شرخا كبيرا، استنادا إلى فئة دمرت دولا واقتصادات كبيرة، والتاريخ أكبر شاهد ودليل.

يقول جثروليبرمان في كتابه “ديكتاتورية الخبراء”: إننا عندما نضع الخبراء كقادة يتحملون المسؤولية، فإننا بذلك نكون قد اخترنا القرار الخاطئ، سيكون وفاء هؤلاء الخبراء فقط من أجل الحفاظ على مهنتهم وصورتهم وسمعتهم، وليس لإرضاء الناس أو لتوفير مايتطلبه الوضع دون أنانية.

إن عددا من الخبراء (كما يسمون أنفسهم) في مجالات مختلفة، يستثمرون في تلك الخبرة التي يظنون أنهم أولى بتبنيها، يحاججون بها، ينظرون، يقررون، يشرحون ويعطون الأوامر بالتنفيذ والتنزيل، بعد ذلك ستجد دولا انهارت ومجتمعات تدهورت اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا، بسبب هؤولاء الأشخاص، وبسبب ديكتاتوريتهم التي يحتمون ورائها باسم الخبرة والقدرة على التحليل وتقرير مصير الملايين من الناس، لكن ظاهريا يبدو الفشل (استراتيجية غير مدروسة) أو أنه (محاولة لم تعطي النتائجة المرغوب فيها) الخ…

في وقتنا الراهن ظهر الخبراء في أزياء مختلفة، قد تجدهم على شكل مؤسسة (كتفهم فكولشي) أو اسماء رنانة مثل خبير في كدا وكدا، وطبعا مؤسسات التواصل (بواط دو كوم) التي تنهج سياسة توجيه الرأي العام نحو كدا او كدا، وتفهم جيدا ما الذي يدور في بال المواطن وما الذي يحتاجه وسيحتاجه، مستندة في ذلك على أرقام وأبحاث ودراسات غالبيتها مفبركة، تتماشى فقط مع توجههم (الربحي).

إنهم خبراء هذا الوطن، أولئك الذين سهروا على توريطنا في أخطائهم وأرقامهم ودراساتهم. لقد أرهقوا كاهل الوطن ومعه ظهر المواطن، بعد أن فشلوا في إثبات واقعية ونجاعة توقعاتهم.

ان “ديكتاتورية الخبراء” باختصار، هي التي طغت وغطت ملامح الواقع، كما أنها فترة لابد أن نعيشها حتى نتعلم درسا صعبا قد يكون بداية لمسار مختلف، وقد يكون بداية للانحراف الذي سيصيب الفكر والثقافة وسيدمر مجالات حساسة كالتعليم الذي يعاني بعد كل فترة من دراسات وتوقعات وتحاليل خبراء، غالبيتهم تعلم و درس خارج أرض الوطن، شعارهم في ذلك نحن الأدرى والأولى بقيادة مصير الشعب.


أصابها “أسترازينيكا” بشلل نصفي.. حكم قضائي مغربي ينتصر لسيدة في قضية لقاحات كورونا

whatsapp تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب






انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية




زر الذهاب إلى الأعلى