العودة للحجر الصحي الشامل .. العثماني يرمي بالمسؤولية على الجميع
كل الذين تابعوا مداخلة سعد الدين العثماني مساء أمس بمجلس المستشارين، لا بد أنهم توقفوا عند الكثير من الإشارات البليغة التي جاءت في خطاب رئيس الحكومة، خاصة وأن موضوع الجلسة لم يكن غير الحالة الوبائية بالمغرب، والتطورات المثيرة والتوقعات المخيفة والسؤال المتواتر بقوة في الآونة الأخيرة: هل سنعود للحجر الصحي الشامل في المغرب؟
كان وراء العثماني قرارات قاسية لدول قريبة عادت للحجر الصحي الشامل أو الجزئي بعد رفعه جزئيا لشهور، وكان أمامه وما يزال أرقام مزعجة عن الحالة الوبائية بالمغرب، ولذلك لم تكن جلسة أمس عادية، وخاصة وأنها تتزامن مع انعقاد مجلس الحكومة الذي سيناقش إمكانية تمديد حالة الطوارئ الصحية يوم الخميس المقبل.
وجاء جواب العثماني عن السؤال المؤرق واضحا، حينما قال إن سيناريو العودة إلى الحجر الصحي الشامل غير مستبعد، وعلى الرغم من أنه أكد أن لا أحد يتمنى هذا الأمر، إلا أنه قال من جانب آخر أن قرار العودة إلى الحجر الصحي الشامل بالمغرب يمكن اللجوء إليه في حالة خروج الوضع الوبائي عن السيطرة،
وللتدقيق أكثر، وفي سياق تشريح الوضع وما إذا كا يزال تحت السيطرة أم لا، كشف العثماني عن أرقامه:
– الحالات المؤكدة في المغرب تتراوح يوميا بين 3000 و4000 حالة.
-عدد الحالات الحرجة والخطيرة تتزايد يوميا بين 60 إلى مائة في المائة، وقد تزايدت بين 18 أكتوبر وفاتح نونبر من 240 إلى 534 حالة، أي بزيادة قاربت 300 حالة في ظرف أسبوعين.
-بلغت نسبة الملأ في المستشفيات الخاصة بالمصابين بالوباء إلى 36.4 في المائة، وبلغت قبل أسبوعين 26.3 في المائة.
-هذه النسبة تختلف في بعض المدن مثل الدار البيضاء التي تجاوزت 55 في المائة وتقترب من 60 في المائة.
– عدد المصابين الذين يوجدون تحت التنفس الاصطناعي بلغ عددهم 69 مصابا، وقد كان عددهم قبل أسبوعين 58 مصابا.
– مؤشر الإماتة متحكم فيه ويصل إلى 1.7 في المائة، بالمقارنة مع المتوسط العالمي الذي يصل إلى 3 في المائة.
وإذا كانت القاعدة الذهبية تقول أن العبرة بالخلاصة، فإن أهم ما خلص إليه رئيس الحكومة في نفس المداخلة، هو أن الوضع مقلق ويمكن أن يكون سهلا شريطة أن يحترم الحميع التدابير الاحترازية التي يعرفها الجميع.
إنها الرسالة الأهم التي رمى بها العثماني في البركة الآسنة للجميع، وهي بصيغة أخرى إشارة إلى أن يتحمل الجميع مسؤوليته، وهي أيضا إشارة ضمنية إلى أن ما قامت به الحكومة قد يكون بلغ مداه، وأن المسؤولية أصبحت في ملعب المواطنين.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية
