التشبيه الفريد للوزير الفردوس بين الصحافة الورقية والرقمية والمسرح والسينما

واضح من خلال العرض الذي قدمه عثمان الفردوس، وزير الثقافة والشباب والرياضة، يوم أمس بمجلس النواب أثناء تقديم الميزانية الفرعية لقطاعي الثقافة والاتصال، أن قطاع الصحافة يمر بمرحلة دقيقة، خاصة حينما استعرض الدعم المالي الذي خصصته الحكومة لإنقاذ جزء هام من المقاولات الصحافية التي قال عنها الوزير أنها كانت تعاني قبل الجائحة وتعمقت أزمتها مع الجائحة.

وإذا كانت أولى الإشارات الدالة في عرض الوزير هي المبالغ المالية التي ستقدم في شكل دعم للمقاولات الصحافية سواء المكتوبة أو الرقمية، وسنأتي إلى ذكرها بعد قليل، إلا أن الحديث عن تراجع منسوب الاستثمار الإشهاري في هذه الظرفية الدقيقة، مع ضرورات مراجعة نموذج هذا الاستثمار في القنوات العمومية، ومزاحمة منصات التواصل لباقي وسائل الإعلام على هذا المستوى، مع استمرار السؤال القدري بدون جواب حول مصير الصحافة الورقية التي تحتضر والرقمية التي تتنفس …. وهكذا إلى أن وصل وزير الثقافة والشباب والرياضة إلى الأهم: ما العمل؟

إشارات بليغة ومثيرة إذا لم تكن مؤلمة وتحمل كثيرا من التقاطع مع مداخلة الكاتب العام للوزارة. مصطفى التيمي أكد وبلغة الأرقام إن قطاع الصحافة الورقية تراجع بشكل ملموس، ويكفي الاستدلال برقم يتيم لكنه دال  : تراجع العناوين الصحفية الورقية من 252 عنوان قبل الجائحة إلى 147 عنوان الآن!!

وفي الصحف الرقمية التي قال التيمي دائما إن 546  صحيفة إلكترونية قامت بإجراءات الملائمة المنصوص عليها في التشريعات الوطنية، من أصل 1016 تصريح، وهو الرقم الذي يقبل أكثر من تحليل إيجابي يحمل إشارات مُستحسنة من حيث العدد المعتبر للصحف الرقمية التي رأت النور في الآونة الأخيرة، وتحليل سلبي يكشف نسبة الصحف التي انتقلت إلى الخطوة الأخرى بتحقيق الملاءمة مع النص القانوني، إلا أن نصف الكأس الفارغ هنا يوجد في التحديات التي يعيشها القطاع في ظل استمرار الجائحة، ولذلك بالضبط أعلن عثمان الفردوس في أولى عناصر إجابته عن سؤال ما العمل، أن الوزارة قررت الاستمرار في دعم أجور العاملين في قطاع الصحافة لمدة ثلاثة أشهر أخرى، بعد أن كانت قررت  تحمل أجور المشتغلين في القطاع لثلاث أشهر … يوليوز وغشت وشتنبر، وهكذا ستستمر الحكومة في دفع أجور العاملين في القطاع إلى غاية دجنبر، على أن تكون الفرصة مواتية لعقد مناظرة يحضرها كل الفاعلين مع مطلع السنة المقلة لرسم خارطة طريق دقيقة لمستقبل القطاع المتضرر.

ولا يمكن أن تكون هذه الخارطة دقيقة كما يتمناها الوزير وكل الفاعلين في المجال، إذا لم تنتبه لعنصر البشري وهم الصحافيين، والكلام هنا للوزير عثمان الفردوس الذي قالها بطريقته المختصرة :”لا وجود لصحافة بدون صحافيين”، الجملة المقتضبة التي كررها أكثر من مرة، قبل أن يذهب بعيدا ليعلن أمام أْعضاء لجنة التعليم والثقافة والاتصال بمجلس النواب أنه تقرر توفير ميزانية استثنائية قيمتها ثلاثين مليون درهم لدعم الصحف الرقمية التي تمكنت من القيام بإجراءات الملاءمة، من جهة لتحفيزها وتشجيع العاملين بها، ومن جهة ثانية لإعطاء إشارات من قبل الوزارة لكل الصحف الرقمية التي قامت بمجهود للخروج من القطاع غير المهيكل إلى القطاع المنظم قانونيا، خاصة الصحف الجهوية والمحلية على حد قول الوزير دائما.

كان في عرض الوزير عثمان الفردوس الكثير من الإشارات الجديدة، وليس أكثرها أهمية تلك المقارنة الفريدة بين الصحافة الورقية والرقمية من جهة، والمسرح السينما من جهة ثانية، ولمزيد من التوضيح فقد رفض وزير الثقافة أن يتم تشبيه الصحافة الورقية بالمسرح الذي توارى لفائدة السينما التي انطلقت، وهي والحالة هنا الصحافة الرقمية، في نفس الوقت الذي قطع الشك باليقين قائلا أن كل وسائل الإعلام تلعب دورها المفترض والحكم هو المستهلك.

بلغة الفردوس، المستهلك وهو الجمهور هو الذي سيرسم مصير كل وسائل الإعلام في المستقبل، وليس موظف أو مجموعة موظفين بالوزارة، حسب الفردوس دائما.



whatsapp تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
محامي يكشف العقوبات التي تنتظر “مومو” والمتورطين في فبركة عملية سرقة على المباشر







انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية




زر الذهاب إلى الأعلى