محمد حفيظ مخاطبا بلافريج: لا يمكن أن تغادر الحياة السياسية وأنت في أوج عطائك

بعد دعوات شباب فيدرالية اليسار الديمقراطي، عبر مواقع التواصل الاجتماعي “الفايسبوك”، للبرلماني عمر بلافريج من أجل التراجع عن قراره الانسحاب من الحياة السياسية، وجه عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي الموحد، محمد حفيظ رسالة إلى زميله في الحزب حول نفس الموضوع.

وجاء في نص الرسالة اطلع “سيت أنفو” على نُسخة منها، “لقد مرّ وقت طويل دون أن نتحدث فيما بيننا، وإن كان هذا لا ينفي استمرار التواصل بيننا عبر “البودكاست” الذي نتابع من خلاله أنشطتك البرلمانية والجماعية والسياسية، لقد اخترتُ أن أتواصل معك اليوم، وعلى صفحتي المفتوحة، بعد أن أعلنتَ أنك لن تترشح للانتخابات المقبلة، بل وأنك ستنسحب من الحياة السياسية”.

وأضاف محمد حفيظ، أنه “قد يكون الانسحاب موقفا قويا، بليغا ومبلغا، دالا ومعبرا، وقد يكون لاعتزال السياسة، في السياق الذي تُمارَس فيه ببلادنا، كل المبررات الواقعية والمُقْنعة، وبالتالي، فهو حينما يُتَّخَذ يكون موقفا جديرا بالاحترام والتقدير، خاصة أمام ما نشاهده من تهافت من السياسيين على المناصب السياسية والمواقع الحزبية إلى حد الجشع المرعب”.

وتابع: “عادة، يكون السقوط أو الفشل داعيا إلى الاستقالة من المسؤولية السياسية، وحتى الانسحاب من الحياة السياسية، ولكنك كنت ناجحا، ولا أقصد هنا فقط نجاحك في الانتخابات الجماعية والبرلمانية، بل أقصد وبالأساس نجاحك في أداء مهمتك بالجماعة والبرلمان، ولا أحتاج إلى أن أعدد مظاهر النجاح؛ حضورا، وتواصلا، واشتغالا، واقتراحا، وموقفا، وجرأة، وقدمتَ لنا صورة مغايرة لتلك الصورة التي سادت عن البرلماني في بلادنا، قدمتَ لنا نموذج البرلماني الذي نريد، كنتَ مثالا حيا على أن بإمكان تلك المؤسسة أن تمثلنا فعلا”.

وأوضح المصدر ذاته، “لذلك، لا يمكن أن تغادر الحياة السياسية بهذه السرعة، وأنت في أوج عطائك، وقد قدمت الدليل العملي على ذلك، وكنت وفيا لشعار “معنا، مغرب آخر ممكن”، نعم، لك كامل الحرية في أن تتخذ قرار عدم الترشح، نعم، لك الحق في أن تتخذ موقفا بمغادرة الحياة السياسية واعتزال العمل السياسي، نعم، هذا موقفك، وذاك قرارك، لكن مع ذلك، فإن هذا الموقف لا يخصك وحدك، وذلك القرار لا يعنيك وحدك. موقفك يخصنا ويعنينا جميعا”.

وأشار صاحب الرسالة في حديثه لعمر بلافريج، بأنه “لا أخفيك سرا إذا قلت لك إنه في كثير من الأحيان، كان ينتابني شعور بأن مشروع الفيدرالية قريب من الانهيار، وقد ينتهي مصيره إلى الموت، نعم، نحن الآن في عام 2021، ولم يتم الاندماج بعد، نعم، ستدخل أحزاب الفيدرالية الانتخابات، وهي لم تندمج بعد، ولكن، ومع ذلك، فإن هذا المشروع لم يمت، ففي الفيدرالية، داخل كل مكوناتها، وحتى خارج الفيدرالية، يوجد مقتنعات ومقتنعون بمشروعها السياسي وبالحاجة إلى حزب يساري ديمقراطي جديد”.

وخاطب النائب البرلماني عن فيدرالية اليسار الديمقراطي بالقول: “إنك واحد من هؤلاء، فلا بد أن يكون لك دور في تحقيق هذا المشروع. لقد نهضتَ بجزء منه خلال سنوات انتدابك أحسن نهوض، ولا أحتاج إلى استدلال على ما أقول، ومازال لك، كما لباقي المناضلات والمناضلين المؤمنين حقا بهذا المشروع، دور في تحقيقه على أرض الواقع، قد تتفاوت بيننا درجة المسؤولية عن عدم تحقيق المشروع الذي اجتمعنا حوله، ولكننا جميعنا نتحمل المسؤولية. وبإمكاننا أن نحول هذه المسؤولية إلى نقطة قوة”.

 

 

 



whatsapp تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
محامي يكشف العقوبات التي تنتظر “مومو” والمتورطين في فبركة عملية سرقة على المباشر







انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية




زر الذهاب إلى الأعلى