ولاية جديدة لفلورنتينو بيريز في رئاسة ريال بتحد أول هو رونالدو
سيكون فلورنتنيو بيريز الذي احتفظ، اليوم الاثنين، بمنصبه رئيسا لنادي ريال مدريد الإسباني بعد انتهاء مهلة الترشح للمنصب من دون ان يتقدم أي شخص لمنافسته، أمام تحد كبير في مطلع ولايته الجديدة، التي تمتد أربعة أعوام، يتعلق بقضية النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو.
وتصدر رونالدو، الذي يوجد حاليا رفقة منتخب بلاده، بطل أوروبا في روسيا، حيث يخوض كأس القارات، العناوين في الأيام الماضية في قضية ملاحقته قضائيا في إسبانيا بسبب قضية تهرب ضريبي، وتقارير صحافية عن توجهه لمغادرة “سانتياغو برنابيو” بسبب ذلك.
وأعلن النادي الملكي في بيان فوز بيريز بالتزكية “بما أن أحدا لم يتقدم بترشحه الى مجلس الإدارة…”، على ان يتم الاحتفال رسميا بهذا التجديد في احتفال يقام في ملعب “سانتياغو برنابيو” مساء الاثنين.
وستكون أولى مهام بيريز (70 عاما)، الثري القادم من عالم المقاولات، والذي أمضى حتى الآن نحو 15 عاما رئيسا لريال، محاولة إقناع رونالدو (32 عاما) بالبقاء، علما بأن بيريز الذي تولى رئاسة ريال على مرحلتين (بين 2000 و2006، ومنذ العام 2009)، كان هو الذي استقدم رونالدو من مانشستر يونايتد الانجليزي عام 2009.
ولا تزال قضية رونالدو تتفاعل في مختلف وسائل الاعلام.
وأفادت صحيفة “ماركا” الاسبانية ان اللاعب أبلغ زملاءه في النادي قراره المغادرة، ناقلة عنه القول “سأترك ريال، اتخذ القرار ولن أتراجع عنه”.
وأكدت صحيفة “آ بولا” البرتغالية أن بيريز، الذي فاز بالتزكية لولاية جديدة ستبقيه في منصبه حتى 2021، على علم بقرار رونالدو، علما ان الصحيفة نفسها هي التي أطلقت شرارة مغادرة رونالدو للنادي، الذي أحرز معه في الموسم المنصرم لقب الدوري الاسباني للمرة الأولى منذ 2012، ودوري أبطال أوروبا للمرة 12 في تاريخ النادي.
وأشارت الصحيفة، الأسبوع الماضي، الى ان حامل جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم أربع مرات، قرر ترك إسبانيا لشعوره بأن ريال مدريد لا يسانده بما فيه الكفاية في قضية تهربه من الضرائب.
وبدأ الحديث حتى عن الفرق التي بإمكانها دفع ثمن اللاعب الأعلى دخلا في عالم كرة القدم بحسب مجلة فوربس الأمريكية (93 مليون دولار عام 2016)، وذكر اسم مانشستر يونايتد الإنجليزي الذي تركه النجم البرتغالي عام 2009 للالتحاق بنادي العاصمة الإسبانية، وباريس سان جرمان الفرنسي الممول قطريا.
وأضيف، أمس الأحد، اسم بايرن ميونيخ الألماني الى لائحة الأندية التي يمكن أن تضم رونالدو بحسب صحيفة “لا غازيتا ديلو سبورت” الإيطالية، فيما تحدثت صحيفة “صن” البريطانية عن إمكانية دخول تشلسي ايضا على الخط من أجل محاولة الحصول على خدماته.
لكن المعلقين الرياضيين الإسبان لم يستبعدوا إمكانية وجود “لعبة” يقوم بها رونالدو للضغط على ريال لتحمل جزء من الغرامة التي قد تفرض عليه بسبب اتهامه بتهرب ضريبي بقيمة 14,7 مليون يورو، على غرار ما فعل برشلونة مع نجمه الأرجنتيني ليونيل ميسي.
وحاول برشلونة التخفيف من وطأة العقوبة المالية القضائية التي فرضت على نجمه ميسي، الذي أدين بالسجن لمدة 21 شهرا مع وقف التنفيذ، مع غرامة مالية بنحو مليوني أورو بسبب تهربه من الضرائب أيضا، وذلك من خلال “رفع راتبه تدريجا وهذا الأمر ساعد بطريقة ما اللاعب على تسوية الغرامة التي فرضت عليه وتهدئة النفوس” بحسب ما ذكرت، الأحد، صحيفة “ال موندو”.
وما يقلق جمهور ريال مدريد أنه ومنذ أن أطلقت “آ بولا”، الجمعة الماضية، شرارة التخمينات بشأن مستقبل رونالدو، لم ينف الأخير صحة ما ذكرته الصحيفة البرتغالية، كما أن ريال لم يصدر أي تعليق رسمي بهذا الشأن. الا انه يتوقع ان يتناوله بيريز هذا المساء في حديث صحافي.
ولدى قدومه عام 2009، دفع ريال مبلغا قياسيا بلغ 94 مليون أورو لضم رونالدو من مانشستر يونايتد الذي يحتاج الى دفع مبلغ قد يصل الى 200 مليون أورو لاستعادة خدمات اللاعب الذي يتضمن عقده بندا جزائيا قدرته وسائل الإعلام بقيمة مليار أورو.
ومن المؤكد أن رحيل رونالدو، الذي اتهمته النيابة العامة في مدريد “بأربع جرائم ضد الخزانة العامة بين عامي 2011 و2014 … التي تنطوي على غش ضريبي”، سيقع كالصاعقة على النادي الملكي، لأنه سيخسر أفضل هداف في تاريخه واللاعب الذي قاده الى احراز لقب دوري الأبطال ثلاث مرات في المواسم الأربعة الأخيرة.
وأكد رونالدو عشية انطلاق كأس القارات، أول أمس السبت، أنه “مرتاح الضمير”، مع تأكيد ريال ثقته في “البراءة التامة” لقائد منتخب البرتغال.
الا ان دعم ريال لرونالدو كان أقل اندفاعا من الحملة التي قام بها برشلونة من أجل الوقوف الى جانب ميسي، حيث أطلق وسم على وسائل التواصل الاجتماعي “نحن جميعنا ميسي”.
وسينتظر الجميع موقف بيريز من مسألة رونالدو وإذا كان سيتمسك بالنجم البرتغالي بشتى الوسائل أو سيسمح له بالرحيل رغم أن عقده معه ينتهي في 2021.
وفي حال رحل رونالدو عن “سانتياغو برنابيو”، ترجح التقارير ان يحاول ريال تعويضه بالفرنسي الشاب كيليان مبابي (موناكو الفرنسي) أو الأرجنتيني باولو ديبالا (يوفنتوس الإيطالي) أو البولوني روبرت ليفاندوفسكي (بايرن ميونيخ الألماني)، وذلك بحسب صحيفة “اس”.