من بينهم رحيمي وإيغامان.. محترفون مغاربة تألقوا سنة 2024 وصنعوا التاريخ

شهدت سنة 2024 استمرار تألق المحترفين المغاربة في الدوريات الكبرى حول العالم، حيث أثبت العديد منهم مكانتهم كأبرز النجوم في الأندية الأوروبية. من الدوري الإنجليزي الممتاز إلى الدوري الإسباني، الفرنسي، والإيطالي، مرورا بالدوري الألماني وباقي الدوريات الأخرى، كان للمحترفين المغاربة دور كبير في رفع مستوى فرقهم، سواء من خلال الأهداف المميزة أو الأداء الفني والبدني القوي.

هذه النجاحات الفردية جعلت من اللاعبين المغاربة أسماء لامعة تثير اهتمام الصحافة والجماهير في مختلف أنحاء العالم. يتناول هذا التقرير أبرز المحترفين المغاربة الذين تألقوا في الدوريات الأوروبية الكبرى خلال عام 2024، مع التركيز على تأثير أدائهم في تطور فرقهم وأداء الفريق الجماعي.

دياز يثبت نفسه مع ريال مدريد: نجم مغربي في صدارة الفريق

منذ انطلاق الموسم الحالي، أصبح الدولي المغربي إبراهيم دياز أحد الأعمدة الأساسية في تشكيلة ريال مدريد الإسباني بفضل تألقه الملحوظ وأدائه الاستثنائي. بعد تعافيه من إصابة أبعدته عن الملاعب لفترة، عاد دياز ليؤكد مكانته في الفريق عبر مشاركاته المميزة، خاصة في المباريات الأخيرة، حيث سجل أهدافًا وصنع أخرى حاسمة.

أرقام دياز هذا الموسم تعكس تطورا ملحوظا، حيث يسجل هدفًا أو يصنع آخر كل 163 دقيقة، متفوقا بذلك على العديد من زملائه، مما يجعله واحدًا من أبرز اللاعبين تأثيرًا في الفريق في الفترة الأخيرة. وتظهر تناغمه الهجومي مع زملائه، خصوصًا مع جود بيلينغهام وكيليان مبابي، مما ساعد في خلق العديد من الفرص التهديفية.

في المباريات الأخيرة، أثبت دياز أنه لا يقتصر على تأدية دور هجومي فحسب، بل يساهم أيضا في دعم دفاع الفريق وتعزيز قدراته التكتيكية. بفضل هذه الأداءات، أصبح دياز أحد الأركان الرئيسية في خطة المدرب كارلو أنشيلوتي.

أكرد يتألق في ريال سوسيداد: خطوة ناجحة بعد تجربة مريرة مع ويست هام

أثبت المدافع الدولي المغربي نايف أكرد أن انتقاله إلى ريال سوسيداد الإسباني كان خطوة ناجحة، حيث ظهر بمستوى استثنائي جعل الجميع يتحدث عن قدراته الدفاعية الكبيرة، بعد أزمة كبيرة عاشها في موسمه الأخير مع ويست هام يونايتد الإنجليزي.

منذ انتقاله إلى ريال سوسيداد على سبيل الإعارة، أصبح أكرد أحد أبرز لاعبي الدفاع في الدوري الإسباني، حيث قدم عروضا قوية في معظم المباريات وظهر بشكل مميز في اللقاءات المحلية والأوروبية. تطور أسلوبه الدفاعي وظهرت تناغمه مع زملائه في الخط الخلفي، مما ساعد الفريق في تحقيق نتائج إيجابية.

أكرد برهن على قوته في الكرات الهوائية وقراءته الجيدة للعب، مما جعله أحد الأعمدة الدفاعية الرئيسية في الفريق. في المقابل، عانى ويست هام من مشاكل دفاعية في أكثر من مناسبة هذا الموسم. يبدوا أن الفريق اللندني يندم على عدم الاستفادة من قدرات أكرد بالشكل الأمثل، حيث أُشير إلى أن ريال مدريد أبدى اهتماما به لتدعيم خطه الدفاعي.

سفيان رحيمي: سنة تاريخية ومكانة بارزة في كرة القدم الآسيوية

شهد عام 2024 تحولا كبيرا في مسيرة الدولي المغربي سفيان رحيمي، مهاجم فريق العين الإماراتي، الذي نجح في تحقيق إنجازات تاريخية على الصعيدين الجماعي والفردي. بعد أن قدم مستويات مميزة في دوري أبطال آسيا وحقق أرقاما قياسية، أصبح رحيمي واحدا من أبرز الأسماء في كرة القدم الآسيوية والعالمية.

في دوري أبطال آسيا 2023-2024، تألق رحيمي بشكل لافت، حيث قاد فريقه العين لتحقيق اللقب الغالي بعد غياب 21 عامًا. كان له دور كبير في المباريات الحاسمة، خاصة في ربع النهائي ضد النصر السعودي، حيث سجل ثلاثية تاريخية في مرمى “العالمي” بقيادة كريستيانو رونالدو. كما سجل هاتريك في نصف النهائي ضد الهلال السعودي، ليقود فريقه للنهائي ويحقق اللقب.

على الصعيد الدولي، تألق سفيان رحيمي مع المنتخب المغربي الأولمبي في أولمبياد باريس 2024، حيث قاد أسود الأطلس لحصد الميدالية البرونزية التاريخية. سجل 8 أهداف في البطولة ليتوج هدافا لها، وأصبح الهداف التاريخي للمنتخب المغربي في الأولمبياد.

إسماعيل صيباري: نجم صاعد في أوروبا واهتمام من الأندية الكبرى

إسماعيل صيباري، اللاعب الدولي المغربي، يواصل تألقه في الموسم الحالي 2024-2025 مع بي إس في آيندهوفن، حيث قدم أداء مميزا جعله محط أنظار الأندية الكبرى في أوروبا. بعد موسم رائع مع الفريق الهولندي في 2023-2024، حيث ساهم في فوز آيندهوفن بالدوري الهولندي، استمر صيباري في تقديم مستويات عالية، سواء في الدوري الهولندي أو على الساحة الأوروبية.

في الموسم الحالي، سجل صيباري 5 أهداف وقدم 7 تمريرات حاسمة في 13 مباراة، معادلا حصيلته التهديفية من الموسم الماضي في وقت مبكر، مع تحسن واضح في صناعة الأهداف. هذه الإحصائيات تعكس تطور مستواه، مما جعله أحد اللاعبين الموهوبين الذين تتابعهم كبار الأندية في إنجلترا وإسبانيا، مثل آرسنال ونيوكاسل.

التطور الكبير في أداء صيباري جعله أيضا أحد العناصر الأساسية في منتخب المغرب تحت قيادة المدرب وليد الركراكي، حيث أصبح جزءا من خطة الفريق المستقبلية في البطولات الكبرى. تألقه المستمر على الساحة الأوروبية يعزز من فرصه في الانتقال إلى أندية أكبر، ليواصل كتابة فصول جديدة في مسيرته الاحترافية.

حمزة إيغمان: بداية قوية نحو النجومية الأوروبية

في تطور لافت لمسيرة اللاعبين المغاربة المحترفين في الخارج، برز اسم حمزة إيغمان كأحد الوجوه الصاعدة في الكرة الأوروبية، حيث يواصل تألقه مع نادي رينجرز الاسكتلندي في الدوري الاسكتلندي الممتاز. لاعب الهجوم الشاب، الذي نشأ في مدرسة الجيش الملكي، أصبح حديث الأوساط الرياضية بفضل مستوياته الرائعة، التي جعلت منه واحدًا من أفضل المهاجمين الشباب في أوروبا هذا الموسم.

إيغمان قدم أداء مميزا مع رينجرز، إذ أثبت قدرته على التأقلم مع متطلبات الدوري الاسكتلندي بقوة وسرعة، وكان له دور كبير في نجاحات فريقه الهجومية. التحركات الذكية داخل منطقة الجزاء، والقدرة على إنهاء الهجمات بفعالية، جعلت منه أحد أبرز اللاعبين في خط الهجوم.

إيغمان أظهر قوة بدنية استثنائية، جعلته يشكل تهديدًا دائمًا للمدافعين، وبهذا أصبح هدفًا للعديد من الأندية الكبرى في أوروبا. التقارير تشير إلى اهتمام الأندية الكبرى في البريميرليغ بخدمات نجم الجيش الملكي السابق، ما يفتح أمامه بابا جديدا نحو تحديات أكبر في أوروبا.

إيغمان يمثل نموذجا جديدا للاعبين المغاربة الذين يحققون النجاح في الخارج، وهذا التألق قد يجعله تحت أنظار مدرب المنتخب المغربي وليد الركراكي الذي سيبحث عن تدعيم خط هجوم “أسود الأطلس” استعدادًا للاستحقاقات المقبلة أبرزها كأس إفريقيا 2025.

إلياس بن صغير: النجم المغربي المتألق في أوروبا والذي جذب أنظار ميسي

يواصل إلياس بن صغير تألقه في الملاعب الأوروبية، حيث أصبح واحدًا من أبرز المواهب الصاعدة في عالم كرة القدم. اختير اللاعب المغربي الشاب من قبل النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، ليكون ضمن قائمة خاصة من المواهب الكروية التي سترتدي حذاء جديدا من شركة “أديداس”، وهي لفتة تؤكد مكانته المتزايدة في عالم المستديرة. هذا الاختيار جاء نتيجة للأداء الاستثنائي الذي يقدمه بن صغير مع نادي موناكو الفرنسي، حيث أصبح أحد الأعمدة الرئيسية في تشكيلة الفريق.

رغم معاناته من موسم صعب العام الماضي، نجح إلياس في العودة بقوة ليظهر بمستوى رائع، وأصبح لا غنى عنه في تشكيلة موناكو. من خلال عمله الجاد وأدائه المتوازن، تمكن من لفت الأنظار، ليس فقط من قبل جماهير النادي، بل من أندية أوروبية كبرى، من بينها برشلونة الإسباني، التي أبدت اهتمامًا كبيرًا بخدماته. هذا التطور الكبير في مسيرته جعل قيمته التسويقية ترتفع إلى 30 مليون يورو، وهو ما يعكس مدى تأثيره في الفريق.

إدارة موناكو ترى في بن صغير أحد الأملين الرئيسيين لتحقيق أهداف النادي المستقبلية، حيث يعولون عليه بشكل كبير لتحفيز الشباب وزيادة التنافسية في الفريق. ويرون أن اللاعب الشاب صاحب الـ20 عاما قادر على تحمل المسؤولية ورفع سقف التحدي في مواجهة الفرق الكبرى في أوروبا، بعيدا عن الاعتماد على أصحاب الخبرة. كما أن نجاحه في الموسم الحالي جعله في دائرة الضوء، ليس فقط في الدوري الفرنسي، بل في البطولات الأوروبية أيضا.

منذ انضمامه للفريق الأول في يناير 2023، نجح إلياس بن صغير في إثبات نفسه كأحد اللاعبين المميزين في موناكو، حيث أصبح جزءا أساسيا من خطط مدربه النمساوي آدي هوتر. ورغم صغر سنه، استطاع اللاعب أن يبرز قدراته الفنية والبدنية في العديد من المباريات، ليكسب ثقة مدربه وزملائه في الفريق، ويقضي الآن وقتا رائعا في معترك الدوري الفرنسي.

ليس فقط موناكو الذي يلاحق تطور بن صغير، بل بدأ نادي باريس سان جيرمان أيضا في مراقبته عن كثب، حيث يفكر في التعاقد معه خلال فترة الانتقالات الشتوية القادمة، بعد الأداء المتميز الذي قدمه مع الفريق هذا الموسم. وبينما تتزايد عروض الأندية الكبرى له، يواصل إلياس بن صغير العمل على تحسين مستواه وتقديم الأفضل، مما يجعله أحد أبرز الأسماء المرشحة للفوز بجائزة “الفتى الذهبي” لعام 2024، ليكون في منافسة مع أسماء بارزة مثل لامين يامال من برشلونة وأردا غولر من ريال مدريد.

حكيمي ورحلة الإنجازات: لقب الدوري الفرنسي والميدالية البرونزية الأولمبية

في عام 2024، واصل أشرف حكيمي تألقه على الصعيدين المحلي والدولي، ليعزز مكانته كأحد أبرز اللاعبين في كرة القدم العالمية.

مع باريس سان جيرمان الفرنسي، كان لحكيمي دورٌ حاسم في فوز الفريق بلقب الدوري الفرنسي، ودخل ضمن تشكيلة الموسم في “ليغ 1”، بعد أن سجل 12 مساهمة تهديفية. ورغم تألقه اللافت، لم يحصد جائزة أفضل لاعب في إفريقيا، حيث حل في المركز الثاني خلف النيجيري لوكمان.

على الصعيد الدولي، نجح حكيمي في قيادة المنتخب المغربي لتحقيق إنجاز تاريخي في أولمبياد باريس 2024، حيث قاد “أسود الأطلس” إلى الميدالية البرونزية في كرة القدم، ليصبح المغرب أول بلد عربي يحقق هذا الإنجاز.

كانت هذه الميدالية بمثابة تتويج لجهود حكيمي المستمرة في تحقيق الألقاب، ليواصل فرض نفسه كلاعب مؤثر في كل المسابقات التي يشارك فيها سواء مع “أسود الأطلس” أو مع فريقه الفرنسي.

أشرف حكيمي يثبت باستمرار أنه من أفضل المدافعين في العالم، بفضل سرعته، قوته البدنية، ورؤيته التكتيكية داخل الملعب. ورغم الضغوط والتحديات، يظل دائمًا قائدًا حقيقيًا، مما يعزز مكانته بين أفضل اللاعبين على مستوى العالم.

مستقبل حكيمي يبدو مشرقا، حيث يُتوقع له المزيد من التألق مع باريس سان جيرمان في حال استمراره مع الفريق الفرنسي ومع المنتخب المغربي في المسابقات القادمة، أبرزها كأس أمم إفريقيا 2025، التي ستكون فرصة إضافية لإثبات علو كعبه في الساحة العالمية.

من الخلافات إلى الإشادات: قصة تألق نصير مزراوي في 2024

عام 2024 كان مليئا بالتحديات بالنسبة للدولي المغربي نصير مزراوي، الذي بدأه بأداء مخيب مع بايرن ميونخ الألماني، حيث غاب عن معظم مباريات الفريق البافاري في مختلف المسابقات. كما عانى من بعض الصعوبات بسبب مواقفه الشخصية، التي جعلته في مواجهة مع الإعلام الألماني، فضلاً عن وجود خلافات مع مدربه توماس توخيل، مما زاد من تعقيد وضعه داخل الفريق.

إلى جانب الصعوبات التي عاشها مع الفريق البافاري، كان مزراوي محط انتقادات من الجماهير المغربية بسبب مستواه الباهت في كأس إفريقيا 2023، حيث لم يكن في أفضل جاهزيته البدنية. هذه العوامل كلها ساهمت في اتخاذ إدارة بايرن ميونخ قرارا بالاستغناء عنه في فترة الانتقالات الصيفية.

النجم المغربي مزراوي قرر في آخر لحظات الميركاتو الانضمام إلى مانشستر يونايتد الإنجليزي، مع استمرار ضغط إدارة بايرن ميونيخ للتخلص منه. الانتقال الذي عاد بالإيجاب على النجم المغربي، حيث أظهر علو كعبيه من جديد وذكر بالنسخة الأفضل له عندما كان يحمل قميص أياكس أمستردام الهولندي.

منذ انضمامه إلى مانشستر يونايتد، نجح مزراوي في إثبات نفسه كأحد أفضل اللاعبين في الفريق، رغم تنقله بين عدة مراكز في الدفاع والوسط. حيث حرص على تقديم أداء مميز جعله يحقق جائزة أفضل لاعب في الشهر في نونبر 2024.

مزراوي أنهى عام 2024 بنجاح كبير على الصعيدين الشخصي والجماعي. على مستوى الأندية، قدم مستويات متميزة مع مانشستر يونايتد، بينما على الصعيد الدولي، ساهم في النتائج التي حققها المنتخب الوطني المغربي في تصفيات كأس إفريقيا 2025، حيث أنهى أبناء وليد الركراكي التصفيات بالعلامة الكاملة.