عايش لـ”سيت أنفو”: الخطاب الملكي إنذار بكون المغرب يمتلك حق الرد على “فلول البوليساريو”

قال كريم عايش، المحلل السياسي، إن “خطاب ذكرى المسيرة الخضراء هذه السنة لم يكن عاديا من حيث تناول المواضيع وفق ما عهده المغاربة، ومتتبعي خطابات الملك محمد السادس، والذي يكون مناسبة للتطرق للمواضيع الداخلية الآنية والتي لها امتداد مباشر بالنسبة للسياسة الخارجية، لذلك لم يتم التطرق إلى موضوع انتشار الوباء، ولا إلى الاستعدادات السياسية، أو ما يمكن أن يقبل عليه المغرب من إجراءات اقتصادية واجتماعية في ظل ارتفاع أرقام الإصابات، وشبح الحجر الصحي، وتشديد الإجراءات الوقائية”.

وأضاف الباحث في القانون والعلوم السياسية بجامعة محمد الخامس في العاصمة الرباط في تصريح لـ”سيت أنفو”، “أن الملك خصص خطابه فقط لتطورات ملف الصحراء ومختلف الخطوات التي اتخذها المغرب في هذا المنحى مع التذكير بقرار مجلس الأمن الأخير ودلالاته العميقة من حيث الظرفية وتقلبات مواقف خصوم الوحدة الترابية، وهنا لم يتم الإشارة إلى الجارة الشرقية أو الجزائر بالاسم، كما تم التطرق إلى تدهور حالة البوليساريو وتقهقر مواقفهم بسحب بساط الاعتراف من تحت أقدامهم”.

وأوضح عضو المركز المتوسطي للدراسات والأبحاث الدولية والتشاركية، بأن “افتتاح السفارات الأجنبية بكل من الداخلة والعيون لدليل على التوجه الصحيح للملف وفق مقاربة أممية تنبني على أساس حل سياسي متوافق عليه، نفس المقاربة التي تبناها الاتحاد الأفريقي من حيث تخصيص ملف الصحراء حصريا لجهود الأمين العام للأمم المتحدة، وهي إشارة ملكية إلى نهاية سياسة الكرسي الفارغ، ونهاية سوء الفهم بين المغرب والمنظمة القارية وفق سياسة العمق الإفريقي المغربي، والذي صارت الأقاليم الجنوبية صلة وصل بين المغرب وبقية القارة، وإن حاولت فلول البوليساريو إحداث تشويش على ذلك بعرقلة حركة السير بمعبر الكركرات”.

وأورد عضو المركز متعدد التخصصات للبحث في حسن الأداء والتنافسية في جامعة محمد الخامس بالرباط  إن “الخطاب الملكي كان انذارا بكون المغرب يمتلك الحق في الرد وإعادة الأمور إلى نصابها بطرق قانونية في إطار اتفاق إطلاق النار الموقع برعاية الأمم المتحدة بعيدا عن التصعيد واستعمال السلاح وإشعال المنطقة، ليطالب الأمم المتحدة بتحمل مسؤوليتها في ما يحدث”.

ولفت إلى أن الخطاب ركز على أن المغرب أخذ خيار التنمية المحلية وتطوير الأقاليم الجنوبية بتمكينها من البنية التحتية، ومن ضمنه ما قامت به المملكة من ترسيم الحدود البحرية وهي مسألة حاول الخصوم استغلالها والنفخ بها بعد اعتراض إسبانيا على بعض المناطق، فكان الحوار الاخوي والتفاهم أساس ترسيم الحدود وإدامة وتقوية علاقة المملكتين المغربية و الإسبانية”.

وأوضح، “نستشف من الخطاب بكون المسيرة الخضراء يبقى حدثا استثنائيا لم يسجل التاريخ له مثيلا، وفي إطار ما حققه المغرب من تنمية في الأقاليم الجنوبية، وانتصارات دبلوماسية و جهد كفيل بما لا يدع مجالا للشك سيؤدي إلى إغلاق هذا الملف إلى الأبد، ويُخرس الأصوات المناوئة والخصوم العابثين”.


مستجدات في قضية المنشط الإذاعي مومو

whatsapp تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب






انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية




زر الذهاب إلى الأعلى