حكيم زياش..القلب الذي أطربت نبضاته العالم

عند كل فصل دراسي لا بد أن تجد ذلك الفتى الذكي المتميز عن زملائه، تراه كشمس واضحة بين كوكبة من النجوم، يلفت انتباه الجميع و يذهل المقربين، كلها صفات تختزل في لاعب يقدم بقدميه ما تقف له الأبدان وتصفق له الأيادي، تمريرات وعرضيات مليمترية توحيك بقوانين الفيزياء وحسابات الجبر و المبرهنات الهندسية، هو القلب النابض لزملائه فعنده تنطلق الهجمات وهو من يعول عليه في الأزمات للبحث عن الحل وفك شفرة الخصم، أناقة في الحركة وسلاسة في التحكم بالكرة، خصال هي يمتع بها حكيم زياش النجم الذي يسطع شمسه في كل مرة يدحرج كرة القدم.

بالأراضي المنخفضة ولد حكيم زياش، في 19 مارس 1993، في بلدة درونتن في هولندا، انضم إلى نادي درونتن وهو في سن 8 سنوات قبل ان ينتقل سنة 2004 الى نادي هيرنيفن الرياضي ويتدرج بعدها في فئاته العمرية، الى أن وصل لفئة الكبار ويبدأ في تألقه ونثر سحره، وخلال موسمين نجح نادي تفينتي انشخيدة في الفوز بخدماته، ولعب معهم موسمين أيضا لتلتقط رادارات اياكس امستردام هالة امكانياته وفنياته وينتقل على إثرها الى كبير هولندا في صيف 2015 .

لطالما اشتهر فريق أياكس امستردام بمدرسته الكروية التي أصبحت مرجعا في العالم، وأيضا بالنجوم التي قدمها، والتي ستبقى خالدة اسماءها في الساحة العالمية، زياش اختار اياكس بعدما انهالت عليه عروض من ميلان وروما، والعديد من الاندية الاوربية. بدأ مشواره الجديد معهم، تمريرات حاسمة هنا وهناك، أهداف جميلة، وركلات حرة في غاية الدقة، كلها مواصفات جعلته النجم الأول وصانع ألعابهم الذي يرتكز عليه الفريق، ويوم بعد يوم يدرك معها أياكس جيدا أنه سيأتي اليوم الذي سيفارقهم فيه زياش.

حكاية زياش مع المنتخب الوطني، تستحق أن تخصص لها أسطر بمفردها، بدأت في صيف 2015 حيث تلقى دعوة للمشاركة في معسكر للمنتخب الهولندي، قبل أن يتلقى دعوة أخرى من بادو الزاكي الذي كان مدرب المنتخب الوطني آنذاك، استمع زياش لنداء قلبه واختار المغرب، بعد ذلك تعرض لحملة من الضغوط والانتقادات من طرف الجمهور والصحافة الهولندية، لدرجة انهم وعدوه بأنه سيكون ضمن قائمة الطواحين في المباريات القادمة، الا انه ظل متشبثا بقراره حتى شارك رفقة أسود الاطلس في المباراة التي جمعتهم مع المنتخب الإيفواري في اكتوبر 2015، وتبدأ بعدها مسيرته رفقة المنتخب وتتوالى المباريات وتنهال عليه الهتافات ويلقى استحسان الجماهير المغربية الدواقة، وشيئا فشيئا أصبح النجم الأول في المنتخب، وركيزة أساسية داخل المجموعة.

حكيم زياش من اللاعبين النادرين، هو مثل القلب الذي يضخ الدم عبر شريانه في كافة أعضاء الجسد، إمكانياته وموهبته تسمحان له أن يحمل قميص كبار الأندية الأوروبية، وزياش الآن سيبحث عن مسرح أكبر لكي يقدم عرضه للجميع، لأن حكايته لازالت في بداياتها فقط، وجوهرها لم يكتب بعد طالما هو مرتبط بمستقبله، ومستقبله غامض أيضا إلا انه ليس حالكا بالمرة.

Related Post