مأوى الجنانات بالحسيمة.. إطلالة سياحية على التراث المادي والتاريخي لمنطقة الريف

تحتضن قرية الجنانات بجماعة بني بوفراح إقليم الحسيمة مأوى للسياحة القروية، يعد من المواقع السياحية الإيكولوجية التي يزخر بها المنتزه الوطني للحسيمة.

يتواجد الفضاء على بعد 50 كلم من مدينة الحسيمة وعلى 30 كلم عن بلدة تارجيست، إذ يعتبر فضاء سياحيا يمزج بين الأجواء الريفية والقروية ويجمع بين عبق الماضي وروح الحاضر، حتى بات وجهة مثالية للباحثين عن الهدوء وعشاق الأماكن الطبيعية الجبلية والهواء النقي.

أنجز مأوى الجنانات سنة 2009 من طرف إحدى المنظمات الإسبانية غير حكومية “MPDL”، وساهم المشروع بقسط وافر بالتعريف أكثر بقرية الجنانات وبجماعة بني بوفراح بشكل خاص، وبالمنتزه الوطني للحسيمة عموما، كما أن الفضاء تغذيه مجموعة من المقومات التاريخية والطبيعية المعروفة بهما المنطقة ، من قبيل معالم “قلعة طوريس التارخية ” و”قصبة سنادة” وقلعة “أربعاء تاوريرت”، فضلا عن قربه من مجموعة من الشواطئ ك “شاطئ كلايريس” و “شاطئ طوريس” و “شاطئ بادس” وشاطئ “700 درجة”.

يقع المأوى في قلب مساحات طبيعة غناء، إذ تعرف المنطقة باللوز والجوز والصبار والتين، تميزه هندسته المستوحاة من الطابع الريفي التقليدي المبني من الطين والأحجار، ما يجعله فضاء باردا في الصيف ودافئا في الشتاء.

أعدت الواجهة الخارجية للمأوى وفق الطابع التقليدي لمنازل المنطقة، إذ كسيت بألوان تجمع بين الأبيض والأزرق واللون الطيني، بشكل يتماشى مع أخشاب الأسقف، المكسية بعيدان القصب، التي رصت بطريقة متتالية ومتناسقة، تجعل الزائر يغوص في تاريخ وتراث المنطقة المتوارث عن الأجداد كلما تفحص شكل البناء داخليا وخارجيا.

وحف المأوى بألوان زاهية، تزيدها الأزهار والورود بهاء، كما زينت حجراته الداخلية بقطع تاريخية تقليدية الصنع، كبعض الألبسة التقليدية للرجال والنساء، والأواني القديمة، والقناديل و “شاشيات الريف” (القبعات)، وسلال القصب وقفف العزف، وهي كلها منتجات تكتسي طابعا تراثيا تهب للمكان بصمة تاريخية وثقافية، يتمكن من خلالها الزوار القادمون من مختلف منطاق المغرب التعرف على الإرث المادي للمنطقة.

يقول صاحب المأوى، يوسف تشيش، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، “نحرص على الجودة والطابع التقليدي في التدبير اليومي لشؤون المأوى، أو أثناء استقبال الزوار”، مبرزا ان المأوى يوثق بشكل دقيق للخصائص الهندسية للمنزل الريفي الأصيل، من حيث البناء والزخرفة والديكور.

في هذا السياق، تابع بأن الوجبات المقدمة بدورها مستوحاة من المطبخ الريفي خصوصا، والمغربي عموما، حيث تقدم شربة الشعير المكسر “الدشيشة ” ودقيق الشعير والزيت “زانبو/زامبو” الذي يخلط بالتين المجفف او ثمار الصبار، إلى جانب فطائر الشعير والقمح والكسكس والكسكس المخلوط باللبن المعروف ب “سايكوك”، عدا الوجبات الدسمة المعدة من الدجاج البلدي وماعز وخراف المنقطة.

وأضاف يوسف تشيش، الذي يشتغل أيضا مرشدا سياحيا ملما بتفاصيل المكان والزمان بالمنطقة، أن المأوى يحظى باهتمام من لدن الزوار لما يتوفر عليه من مؤهلات متنوعة، كما أنه مكان إقامة أثير للزوار الراغبين في التعرف على مختلف المؤهلات التاريخية والطبيعية للإقليم الحسيمة، بفضل قربه من المواقع الأثرية والشواطئ الخلابة التي يزخر بها الإقليم.

لا يتوقف مأوى الجنانات عن تقديم خدمتي الإيواء والإطعام فقط، بل يسعى لان يساهم في الدينامية الاقتصادية للمنطقة، إذ يقترح على الزوار شريحة واسعة من المنتجات المجالية ومنتجات الصناعة التقليدية التي أبدعها الحرفيون المحليون المهرة.

وأضاف المتحدث أن المأوى منصة لتسويق المنتجات المجالية والصناعة التقليدية، إنه واجهة للتربة الحاضنة له على مدار العام، ومن خلاله قد يحصل السياح على التذكارات والمواد التي يرغبون في اقتنائها.

وصرحت إحدى الزائرات للمأوى، والتي حلت رفقة أسرتها للمرة الأولى بالمكان، أن “المكان يستجيب لرغبتي في قضاء بعض الوقت للراحة بعيدا عن ضوضاء المدينة في مكان ذي طابع جبلي في قلب الطبيعة”.

قد يبدو أن الوقت يمر بشكل رتيب هنا، لكن جلسة تحت ظل الأشجار، والاستماع إلى سمفونية أصوات الطبيعة، المنبعثة من خرير المياه وحفيف الرياح وزقزقة العصافير وأحيانا حتى طنين وصرير الحشرات، يدفع بالنفس إلى الهدوء وسلام داخلي، تنسيه في تسارع الحياة المدنية.

المصدر : وكالات

بسبب العطلة المدرسية.. بلاغ هام من الشركة الوطنية للطرق السيارة

whatsapp تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب






انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية




زر الذهاب إلى الأعلى