اسماعيل العلوي وقصة اعتقاله بسبب “موسكو الجميلة” ولقائه بإدريس البصري والزنزانة لي عامرة بالكبال والبق – فيديو
إنها قصة أخرى من القصص المثيرة التي عاشها اسماعيل العلوي في التاريخ الحديث للمغرب، والتي سماها ضيفنا في الحلقة الخامسة من “حكايات” بمحاولات التضييق على حزب التقدم والاشتراكية، وكانت من بين نتائجها اعتقاله وتعرفه على إدريس البصري الذي سيصبح وزيرا الداخلية.
يقول اسماعيل العلوي، أن تفاصيل البحث عنه وتتبع تحركاته، انطلقت في سياق انعقاد المؤتمر العالمي للأحزاب الشيوعية والعمالية بموسكو بروسيا، وعلى الرغم من أنه لم يشارك في المؤتمر،إلا أنه تم اعتقاله!
وهكذا سيخبر الشرطي المديوري، الذي سيصبح فيما بعد المسؤول عن الأمن بالبرلمان، اسماعيل العلوي أن إدريس البصري في انتظاره، ومن إدريس البصري إلى قاضي التحقيق وبداية مرحلة الاعتقال الاحتياطي.
ويتذكر اسماعيل العلوي في هذه الظروف كيف قال لإدريس البصري :”لي زاغ على الفار يطقع ليه زنطيطو”، وهو المثل الذي استعان به اسماعيل العلوي للتأكيد على أن محاولة اعتقاله لأسباب واهية ما هي إلا محاولات أكيدة للتضييق على الحزب، خاصة وأن اليوم الافتتتاحي للمؤتمر العالمي للأحزاب الشيوعية والعمالية كان اسماعيل العلوي يتواجد في الكلية لحراسة الطلبة في فترة الامتحانات.
يتذكر اسماعيل العلوي ببعض من المرح السيارة المهترئة التي نقلته من منزل الأسرة إلى إدريس البصري، والسيارة الجديدة من نوع “رونو” التي نقلته إلى قاضي التحقيق، وبعدها إلى سجن لعلو، حيث الزنزانة الصغيرة المنفردة :” “حاشاكم مرحاض وسطل ديال الما وكاشا بطانية عامرة بالكبال”.
لم يزعجه كونه قضى الأيام الأولى في زنزانة بها أكياس لحبات الذرة، ولكن لحشرات البق برائحتها الكريهة التي كانت تملؤ أكياس الذرة!:”ربما كانوا يسعون لإهانتي أو تحطيم المعنويات”.
وفي هذا السياق، يتذكر اسماعيل العلوي بكثير من المرح والسخرية السؤال العجيب الغريب الذي وجهه له قاضي التحقيق:”لماذا علي يعتة يصف موسكو بالمدينة الجديدة؟! سؤال غريب لأن موسكو فعلا مدينة جميلة”.
ستمضي سنوات، وستجدد العلاقة مع إدريس البصري في العديد من المناسبات مثل مناظرة تنظيم الصحافة المغربية، التي قال اسماعيل العلوي أن إدريس البصري كان يتتبعها بدقة، وكانت له مواقفه لصالح قوى التقدم في البلاد، كما هي اللقاءات التي جمعت بينهما في حكومة التناوب التوافقي، ولم يحدث فيها اصطدامات “لي قال ليك شي حاجة كيكذب عليك”.
ن
