مصطفى مديح.. الرحيل الصامت

يغادرون تباعا ونتحسر على الزمن الجميل الذي انقضى مع انقضائهم، يرحلون عنا ولا يرحلون منا، اسم كان من أهرامات التدريب في الساحة الوطنية، نموذجا وأستاذا للجيل الصاعد، ولكل من أراد أن يسلك هذا الدرب، كان شامخا بوقفته “اليسارية”، أصابه الوهن وخارت قواه، وقرر أن يترجل من مقعده ويترك مكانه للخلف، ثم غادرنا بعدها بأيام إلى دار البقاء، مصطفى مديح المدرب الذي فضل أن يتوارى عن الأضواء إلى أن غادرنا دون جلبة.

رأى مصطفى مديح النور في فاتح يناير من سنة 1956، بالدار البيضاء، وتخرج من المعهد الملكي البلجيكي لتكوين الأطر، جاور عدد من الأندية المغربية والعربية، كان من هواة الترحال والبحث عن تجارب جديدة، إذ من سنة 2000 إلى 2014 قاد أندية كل من النسمة البيضاوية المرج الليبي، رجاء بني ملال، رجاء أكادير، الرشاد البرنوصي، أولمبيك اليوسفية، شباب المسيرة أولمبيك خريبكة، الجيش الملكي، الوكرة القطري، حسنية أكادير، ثم شباب الريف الحسيمي.

في مساره مع الأندية، توج مع أولمبيك خريبكة بلقب كأس العرش موسم 2005- 2006 وبلقب البطولة الوطنية موسم 2006- 2007، وفي ذات السنة فاز مع الجيش الملكي بلقب كأس العرش والبطولة الوطنية موسم 2007-2008.

سنة 2001 أشرف مديح على تدريب المنتخب الوطني الأول ثم غير الوجهة إلى المنتخب الوطني لأقل من 20 سنة، توج معهم بذهبية الألعاب الفركفونية بكندا، ثم قاد المنتخب الأولمبي سنة 2004 في أولمبياد أثينا، وبعد غياب طويل عن القميص الوطني عاد سنة 2015 ليشرف على المنتخب المغربي لأقل من 17 سنة، ثم المنتخب لأقل من 20 سنة، إلى أن قرر التنحي عن منصبه بسبب المشاكل الصحية التي ألمت به والتي أنهت حياته بعد أيام فقط.

رحل مديح وترك ذكراه الطيبة، اسمه سيبقى قبس من النور لن يخفت، صورته ستبقى راسخة بوقفته وميلان رأسه نحو اليسار مميزا ومستثنيا نفسه عن الآخرين، سنتأمل مساره وحكايته بمشاعر متداخلة بين الفخر والاعتزاز على ما قدم والأسف على طبيعتنا الطفولية السوداء التي لا تدرك قيمة الشيء إلى عند فقدانه، روحه الآن عند الخالق، وجسده في الجدث، وذكراه ستظل خالدة تعيدنا دائما إلى حنين الماضي.


أمطار رعدية مرتقبة بعدد من المناطق المغربية ومسؤول بالأرصاد يوضح

whatsapp تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب






انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية




زر الذهاب إلى الأعلى