“بطولة” بدون جماهير.. ملاعب صامتة ومدرجات يتيمة
الابتسامة تُرسم لوهلة وتُطمس في شجن الفراق، العودة ليست سعيدة بقدر ما هي مؤلمة عند خسارة جوهر ما تعشق، خسارة ما واظبت على متابعته، الاستمتاع بمتابعته والتعلق بسحره وجماله، لعل التضحيات أشد أثرا من المكاسب أحيانا، الظروف أزاحتهم واستبعدتهم وهم الذين قطعوا عهد الوفاء بالوقوف خلف ما يناصرون، هم الأنصار المقيدون قهرا بسبب الوباء.
مدرجات فارغة على غير العادة، صمت تكسره بعض الصيحات الخافتة من اللاعبين والمدرب، لاعبون يركضون بدون رفيقهم، بدون سندهم الذي يقويهم عند فتورهم وانخفاض حماسهم، مشهد بئيس يحيي الذاكرة التي تستعيد الأيام الخوالي لملاعب حية مكتظة، تهتز بأهازيج الأنصار وتعرض إبداعاتهم.
كما في بقاع الأرض، كرة القدم عادت في البلاد بدون رافق الدرب، أو بالأحرى دون نصفها الآخر، عادت يتيمة تفتقر الشغف والمشاعر الجياشة، عادت هادئة وهي التي تميزت بصخبها وحماسها، السلطات قرر إعادة البطولة الوطنية بعد توقف امتد لأزيد من ثلاثة أشهر بسبب الجائحة، والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، قدمت مواعيد انطلاق التدريبات واستئناف المنافسة فارضة بروتوكول على جميع الأندية وجب اتباعه لحماية اللاعبين والأطر المرافقة، وإنجاح عودة النشاط بإتمام الموسم.
وستعود مباريات البطولة الوطنية انطلاقا من 24 يوليوز القادم بإجراء المؤجلات واستئناف باقي الجولات، على أن يخوض كل فريق مباراتين في الأسبوع إلى حين 13 شتنبر القادم، على أن يتم اعتماد القوانين التي وضعها الاتحاد الدولي لكرة القدم، بإجراء 5 تغييرات بدل 3 تغييرات والسماح بتوقيف المباراة في الدقيقة الـ30 والـ75 لشرب الماء.
الأنصار تفاعلوا مع عودة كرة القدم وفق شروط وضوابط صارمة، إذ أجمعوا على ضرورة إتمام البطولة الوطنية كمصلحة عامة تهدف إلى ضمان التنافس العادل بين جميع الأندية وإعلاء مبدأ تكافؤ الفرص، بيد أن التضحية ليست هينة، غياب الجمهور الذي جعل يعد موقد المباريات ومنبع متعتها.
عودة الكرة العالمية أظهرت حجم الخسارة، خسارة ذلك المشهد البهي في المدرجات، خسارة تلك الروح الدافعة باللاعبين إلى بدل أقصى ما لديهم، خسارة جمالهم وشغفهم، الأنصار ليسوا أجسادا تغطي جنبات الملعب، أو مصدر صخب يكسر ركوده، ليسوا حبة كرز تزين الكعكة، هم كمال اللعبة وامتيازها.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية