كواليس “الاشتباك البليد” وحرب حلف “الرباح والرميد” على بنكيران
أقر محمد خيي الخمليشي، القيادي في حزب العدالة والتنمية، وعضو فريقه النيابي بالغرفة الأولى، أن حزبه يعيش مرحلة حرجة إن لم تدبر بطريقة عقلانية، وتحتكم للديمقراطية الداخلية، ستكون نتائجها وخيمة على الحزب من جميع النواحي.
وندد خيي الخمليشي، في تصريح لــ”سيت أنفو”، بما أسماه الخرجات الإعلامية لبعض قياديي حزب العدالة والتنمية، التي عبروا فيها عن مواقفهم وأرائهم في مسألة الولاية الثالثة للامين العام للحزب عبد الاله بنكيران، وقال: “لقد تفاجأت، كغيري من مناضلي الحزب، بكل من الخرجة الإعلامية لعبد العزيز الرباح، وبتدوينة مصطفى الرميد، وكنت أتمنى ألا يحدث ذلك، وأن يظل حبل الود قائم بين الرجلين وأمينهم العام”.
وأوضح خيي أن من حق القياديين أن يختلفوا في وجهات النظر وكذا في التقديرات لكن يتم ذلك “داخل مؤسسات الأمانة العامة، وليس خارجها، لأنهم قياديين ومسؤولين كبار، وهناك فرق كبير بين نقاش المسؤولين والقياديين في أمور حزبهم وبين نقاش القواعد والأعضاء العاديين، بالنظر الى رمزيتهم وقوة تاثير ووزن كلامهم والعلامة الفارقة التي يتركها النقاش فيما بينهم”.
وأضاف القيادي: “ومما لا جدال فيه أن التكثيف في الخرجات الإعلامية من قبل هؤلاء السياسيين سيسيء لا محالة إلى الحزب في هده المرحلة بالذات، وسيشعل نقاشا جانبيا ما بين الأعضاء والمتعاطفين والمنتسبين كما المتابعين، وسيكرس منطق التقاطب داخل نفس الحزب، مما يشكل خطرا وتهديدا على وحدته الداخلية، وهذا ما نخشاه بالفعل”.
وأردف خيي الخمليشي: “ما أزعجني هو التزامن بين الخرجتين، خصوصا كنت أخبرت من طرف بعض الإعلاميين، أن يوم أمس الخميس، سيشهد تدشين لمسار حملة إعلامية ضد الولاية الثالثة لعبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، سيبدؤها عبد العزيز الرباح، ولم انتبه إلى هذا التنبيه في حينه، إذ اعتبرته مجرد كلام، ولكن تفاجأت أمس أنه فعلا هناك خروج اعلامي لاثنين من كبار قادة الحزب، وأتساءل الآن هل هو مصادفة بحثة أم الأمر مدبر؟”.
وأكد خيي الخمليشي أنه “بهذا الخروج الإعلامي لكل من الرميد والرباح نكون وقعنا فيما كان الرميد بشخصه يحذر من السقوط فيه، وهو حالة الاشتباك البليد، في الوقت المفروض فيه، أكثر من أي وقت مضى، أن نتوحد جميعا، قيادة وقاعدة، ونتقوى في وجه الخصوم والمتربصين بالعدالة والتنمية، وألا ننخرط في عملية المواجهة البينية”، مشددا على أن ” الاختلاف هو أمر طبيعي وصحي، وقد سبق أن اهتلفنا في مراحل متعددة من تاريخ الحزب، كان آخرها هو اختلافنا في قراءة المسار ما بعد إعفاء الآمين العام من مسؤوليته الحكومية في 15 مارس 2017، اذ اختلفنا بشكل كبير في تقدير المرحلة، وما هو السلوك الذي من المفروض أن ننهجه كذات جماعية، ولنكن صرحاء فمؤسسة الأمانة العامة لم تستطع أن تجتمع على قراءة موحدة لما وقع، إلا أنه تم الاتفاق على تجاوز هذه المرحلة، لكن حدثت أمور كثيرة لم تسمح لنا أن ننتبه إلى الأمور القادمة، وبقينا واقفين بل عالقين في تدقيق الرواية : ما الذي حصل أثناء الاعفاء وبعده، واثناء تشكيل الحكومة…الخ”.
وعن سر الفتور الذي بدا جليا في الآونة الأخيرة بين الرميد زأمينه العام، نفى خيي نفيا قاطعا أن يكون السبب هو الصراع على منصب الأمانة العامة، مذكرا بمسار العالاقة “الاسثتنائية” التي جمعت بين الرجلين، وكيف أن بنكيران كان مصرا ومدافعا عن تولي الرميد لحقيبة وزارة العدل في حكومته، وكيف أنه كان يحرص على تواجد الرميد إلى جنبه في كل اللقاءات الهامة وحتى الخاصة منها، مشددا على أنه كان الى وقت ليس ببعيد علبته السوداء ” يبثه همومه الخاصة وأسراره”.
وأوضح خيي الخمليشي أنه لا بد من الحرص على “التدبير العقلاني لكل هاته الاختلافات والخلافات الحاصلة الآن، وأن نجعل الديمقراطية الداخلية هي العاصم، هنا فقط سنخرج منتصرين، لقد كانت هناك لحظات اختلاف أعصب من هاته، مثلا التصدع الذي حصل في الامانة العامة بسبب الخروج مع 20 فبراير من عدمه، إذ صاحبه نقاش قوي كاد أن يؤدي الى الانقسام، لكن بفضل التعقل والحكمة إلتأم الجرح ونظف بما يلزم، وعادت الأمور إلى طبيعتها، لهذا نتساءل اليوم :كيف سيتعامل الحزب مع هذه اللحظة الحرجة في تاريخية؟ لأنه يحمل آمال قاعدة عريضة من الشعب وضعت فيه ثقتها، ولا يمكننه أن يخيب ظنها”.
وبخصوص ما إن كان ابن كيران يتحمل نصيبا من مسؤولية الحاصل الان في البيت الداخلي ل”لبيجيدي”، أوضح خيي التالي: “هل تغير عبد الإله بنكيران؟ طبعا لا، فهذه هي طبيعته التي يعرفها الخاص والعام، ولن يتغير، هي ذات الطريقة الخطابية، وذات الأسلوب، وهي ذاتها الاشكالات التي أثارها في السابق هو يثيرها الآن،و لا ننفي أنه غير موفق في مجموعة من الخرجات، وهو يؤدي ثمنها في بعض الأحيان، لكن الخلاف الآن هو طريقة التعامل معه في هذه الظرفية تحديدا والحزب مقبل على عقد مؤتمره الوطني في دجنبر المقبل”.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية