الموت يجمعُ الراحل اليوسفي بصديقه في مقبرة الشهداء – صورة
لم يجمع العمل السياسي والنضال الوطني والصداقة فقط بين شخصيتين سياسيتين تركا بصمتهما في تاريخ المغرب الحديث، بل الموت أيضا جمع عبد الله إبراهيم وعبد الرحمان اليوسفي، الأول التحق بالرفيق الأعلى سنة 2005 والثاني في 2020، مما جعلها رسالة صامتة تُعبر عن مرحلتين مضيئتين في حكومات المغرب.
هذه الصورة التي عبرت عن حكومتي عبد الله إبراهيم (1958 -1960) وعبد الرحمان اليوسفي (1998 – 2002)، وصداقة طويلة كتب عنها الحقوقي عزيز إدامين، “رحم الله عبد الرحمن اليوسفي، رجل من رجالات الدولة، بجوار رجل من رجالات الدولة عبد الله ابراهيم”.
ومن المواقف التي سجلها اليوسفي في مذكراته “تم الاحتفاظ بمحمد البصري في وضع اعتقال لمدة تزيد عن ستة أشهر، دون أن يقدم إلى أية محاكمة إلى أن تم إنهاء وجود جيش التحرير بالجنوب، ولم يتم إطلاق سراحه إلا بعد أن التقى عبد الرحيم بوعبيد، الذي كان نائب رئيس الحكومة ووزير المالية والاقتصاد في حكومة عبد الله إبراهيم، مع ولي العهد الأمير مولاي الحسن”.
وتابع اليوسفي في “أحاديث فيما جرى”، “حيث بادره عبد الرحیم: “سمو الأمير، إلى متى سيظل الفقيه البصري قابعا في السجن لقد تجاوز اعتقاله أزيد من ستة أشهر، إذا ارتكب أي جرم فليقدم إلى المحاكمة، إذ ليس من العدل أن يظل رهن الاعتقال بدون أية متابعة”، فأجابه ولي العهد: “سي عبد الرحيم إنك على صواب، فهذا الفقيه إما أن يعدم أو يطلق سراحه”. ( Il faut le fusiller ou il faut le libérer ). وبعد مرور بضعة أيام عن هذا الحوار، ثم إطلاق الفقيه البصري بدون أية محاكمة”.
وأضاف الراحل اليوسفي، “أما أنا، ونظرا لوضعي الصحي، فقد تم إطلاق سراحي بعد مضي 15 يوما من الاعتقال، وكانت هذه الأيام طويلة، بحيث يتم احتسابها بالثواني و الدقائق و كأنها دهر کامل، بينما قبل الاعتقال كانت الساعات تمر كأنها ثوان، وكانت الساعات في العمل تمر بسرعة إلى درجة بتمنى المرء عودة عقارب الساعة إلى الوراء، أثناء الاعتقال كان العكس تماما هو الصحيح”.
وأكد في نفس الفقرة، “بعد إطلاق سراحي، زارني رئيس الحكومة عبد الله ابراهيم، وأخبرني أنه بعد اعتقالي أنا والفقيه البصري، وأثناء انعقاد المجلس الوزاري برئاسة محمد الخامس، طرح عليه الملك سؤالا: “حکومتك مولاي عبد الله مسؤولة أمام من؟”. فأجابه عبد الله إبراهيم: “أمام جلالتكم”، فرد عليه الملك ولماذا يكتب أصدقاؤك غير ذلك… ولم يرد عبد الله ابراهیم”.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية