وهبي يستنكر اختطاف وقتل الطفل “عدنان” ويطالب بإلغاء الإعدام وتعويضه بالمؤبد
استنكر، عبد اللطيف وهبي الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، الجريمة البشعة التي راح ضحيتها، الطفل عدنان البالغ قيد حياته 11 سنة، والذي عثر عليه خلال الساعات الأولى من صباح يوم السبت الماضي، مدفونا بالقرب من منزل عائلته بحي الزموري بطنجة، بعد مرور 6 أيام من إقدام الجاني على اختطافه واغتصابه وقتله ثم دفنه والتخلص من جثته.
وقال وهبي، خلال حلوله أمس الأربعاء، ضيفا على برنامج “حديث مع الصحافة” على القناة الثانية، ” الطفل ضحية ليس له قدرة على المقاومة والمواجهة، والغريب في الأمر أن يكون المجرم بهذا الشكل، إنسان عاقل وله مستوى دراسي، وهذا يذكرنا بالأطفال المغاربة الموجودين في سوريا والعراق والأطفال الموجودين في مخيمات العار بتندوف، والذين يعانون من قساوة الظروف”.
وأوضح وهبي، أنه “أين ما كان الأطفال المغاربة، فهناك مسؤولية الدولة ومسؤوليتنا جميعا”.
وفيما يتعلق بما واكب جريمة اختطاف وقتل الطفل عدنان، من مطالب الكثيرين بتطبيق عقوبة الإعدام في حق المتهم، أفاد وهبي أن أكبر دولة نفذت عقوبة الإعدام هي أمريكا وبعض الدول الأسيوية، ومع ذلك الجريمة لا زالت مستمرة فيهم، مشدّدا على أنه من المطالبين بإلغاء عقوبة الإعدام من القانون الجنائي المغربي.
وأضاف وهبي “أن بشاعة أي جريمة معينة، لا يجب أن تنسينا أن هناك وضع حقوقي معين”، مشدّدا على أن عقوبة الإعدام لا يمكن أن توقف الجرائم البشعة، وأنها تعتبر “أرحم بالنسبة للمتورط في جريمة قتل عدنان”.
وأشار وهبي إلى أن عقوبة المؤبد هي الأفضل بالنسبة للمتورطين في الجرائم البشعة، حيث يظل الجاني في حجرة صغيرة ومظلمة (مترين على متر)، يرى الشمس نصف ساعة في اليوم ولا يرى العالم، ويبقى وحيدا لمدة 50 أو 40 سنة، وبالتالي فإن عقوبة الإعدام في حق هؤلاء هي الأهون.
وتابع وهبي أن المحكومين بعقوبة الإعدام، يلجأ الكثير منهم إلى الانتحار، لأنهم لا يتحملون قساوة السجن والوحدة والظلام والبرد، ويتذكرون يوميا الجرائم التي ارتكبوها، مشيرا إلى أن المحكوم بالإعدام في المغرب، يقضي ما بين 20 و30 سنة في زنزانة الإعدام وبمفرده، وله الحق في نصف ساعة في اليوم يمكن أن يخرج فيها.
وأضاف أنه بعد هذه المدة تتحول عقوبة الإعدام إلى المؤبد، قبل أن يخرج المعني بالأمر من السجن في سن كبيرة ومنهك بالأمراض وفي حالة عقلية معينة، لا يعرف العالم، وليس عنده مصدر قوته و”هذا هو العذاب المبين، ماشي هو الإعدام، لأنه إلى عدمتيه فكيتي ليه مشكلتو”، يقول وهبي.
وكان الطفل عدنان قد عثر عليه مقتولا يوم السبت الماضي، حيث أكد بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني إيقاف شخص يبلغ من العمر 24 سنة، مستخدم في المنطقة الصناعية بالمدينة، وذلك للاشتباه في تورطه في ارتكاب جناية القتل العمد المقرون بهتك عرض قاصر.
وقد أسفرت عمليات البحث والتشخيص التي باشرتها عناصر الشرطة القضائية مدعومة بمصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني عن تحديد هوية المشتبه فيه، الذي يقطن غير بعيد عن مسكن الضحية، قبل أن يتم توقيفه والاهتداء لمكان التخلص من جثة الضحية.
وكان مصدر أمني، كشف أنه تم إلقاء القبض على 3 أشخاص آخرين يكترون مع المشتبه في قتل الطفل عدنان نفس الشقة تحت الحراسة النظرية، بإشراف النيابة العامة المختصة.
وقد تم وضع الأشخاص الثلاثة تحت الحراسة النظرية، للاشتباه في تورطهم في عدم التبليغ خاصة أنهم عاينوا صور المشتبه به على مواقع التواصل الاجتماعي، ولاحظوا تغيرا كبيرا في تصرفاته يوم وقوع الجريمة، دون أن يقوموا بتبليغ مصالح الأمن.