هل تجد “اليد الممدودة” للمغرب تجاه الجزائر آذانا صاغيا لدى حكامها؟

أكد المحلل السياسي المغربي، محمد شقير، على أن تجديد العاهل المغربي في خطاب العرش الذي ألقاه أمس الأربعاء، لاستمرار سياسة اليد الممدودة تجاه الجزائر، يعكس أن الأمر لا يعد مسألة تكتيكية أو مرتبطة بظرفية سياسية، بل إن ذلك يقوم على تصور ملكي استراتيجي مستند إلى الروابط المشتركة العميقة بين الشعبين الجزائري والمغربي.

وقال الباحث في العلوم السياسية ضمن تصريح لـ”سيت أنفو”، إن الخطاب الملكي يؤكد على ضرورة الجوار الجغرافي باستحضار الوضع الإقليمي لكلا الدولتين، مشددا على أنه لايمكن أن تعرف المنطقة المغاربية أي استقرار سياسي أوتكامل اقتصادي بدون مساهمة الدولتين معا.

وشدد المصدر ذاته، على أن الرسالة الملكية الأخيرة تحمل بين طياتها ردا على سياسة جزائرية حاولت حصر الاتحاد المغاربي في ثلاثي متمحور  حولها، عكس المغرب الذي يرى أن أي تكتل بين دول المنطقة المغاربية ومنطقة شمال إفريقيا وأي وضع طبيعي لها، لا يمكن أن يقوم على زعامة أحادية يحتكرها طرف دون آخر، مضيفا “من هنا دعوته في الخطاب إلى حوار ثنائي يقوم على حل توافقي وتجاوز كل الخلافات العالقة”.

وعن سؤالنا حول إن كانت رسالة الملك محمد السادس ستجد لها آذانا صاغية لدى حكام قصر المرادية، قال شقير ،”إنه يبدو أن النظام الجزائري ما زال لم يستوعب هذا المنظور، خاصة أمام أزماته الدبلوماسية وأبرزها التوتر الحاد مع فرنسا، وهو الشيء الذي ظهر من خلال رده بالوكالة في بلاغ من جبهة البوليزاريو تؤكد فيه على حق تقرير المصير من خلال الاستفتاء”.

وكان الملك محمد السادس قد قال في خطاب عيد العرش الذي يصادف الذكرى السادسة والعشرين لتربع جلالته العرش، أمس الأربعاء، إن “المغرب حريض على ترسیخ مكانته كبلد صاعد، مؤكدا التزامه بالانفتاح على محيطه الجهوي، وخاصة جواره المباشر، في علاقته بالشعب الجزائري الشقيق”.

وقال الملك:”وبصفتي ملك المغرب، فإن موقفي واضح وثابت؛ وهو أن الشعب الجزائري شعب شقيق، تجمعه بالشعب المغربي علاقات إنسانية وتاريخية عريقة، وتربطهما أواصر اللغة والدين، والجغرافيا والمصير المشترك”، مضيفا “لذلك، حرصت دوما على مد اليد لأشقائنا في الجزائر، وعبرت عن استعداد المغرب لحوار صريح ومسؤول؛ حوار أخوي وصادق، حول مختلف القضايا العالقة بين البلدين”.

وأضاف العاهل المغربي “وإن التزامنا الراسخ باليد الممدودة لأشقائنا في الجزائر، نابع من إيماننا بوحدة شعوبنا، وقدرتنا سويا، على تجاوز هذا الوضع المؤسف، كما نؤكد تمسكنا بالاتحاد المغاربي، واثقين بأنه لن يكون بدون انخراط المغرب والجزائر، مع باقي الدول الشقيقة”.


الوداد مهدد بخسارة تصل إلى مليارَي سنتيم

whatsapp تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب






انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية




زر الذهاب إلى الأعلى