مُذكرة ثلاثة أحزاب حول “الإصلاحات السياسية”.. هل هي قُطبية جديدة أم تحالف مصلحي؟

بعد حسم وزارة الداخلية، في شخص عبد الوافي لفتيت، الجدل حول موعد الاستحقاقات الانتخابية المقبلة بإجرائها في وقتها سنة 2021، اشتد الصراع الخفي بين الأحزاب السياسية بأغلبيتها ومعارضتها سواء على مستوى التحضير القانوني أو التنظيمي الداخلي، منه خطوة إعلان كل من حزب الاستقلال والأصالة والمعاصرة والتقدم والاشتراكية، عن ندوة صحفية عن بعد لتقديم “المذكرة المشتركة حول الإصلاحات السياسية والانتخابية”، يوم غذ الأربعاء على الساعة العاشرة صباحا، مما يفتح علينا سؤالا مباشرا عن ماهية هذا التحالف الغير متوقع، طويل الأمد أم مؤقت مرتبط بمصلحة معينة، أم قطبية جديدة؟.

في هذا الصدد، قال المحلل السياسي، كريم عايش، إن “قدر الساحة السياسية المغربية أن تحرم النوم على جفون المحللين والمتتبعين، لأن دارس التوجهات السياسية للأحزاب المغربية سيجد صعوبة في فهم استراتيجيتها ومبادئها انطلاقا من الممارسة السياسية ومستجدات الساحة، إضافة إلى أن كل الأحزاب تعمل على تكريس الديمقراطية التشاركية وفقا لما تضعه على أرضيتها وايديولوجياتها، فإن هذه القاعدة تعتبر استثناء بالمغرب نظرا لافتقاد الأحزاب المغربية بوصلة اسمها المبادئ”.

وأضاف عايش في تصريح لـ”سيت أنفو” أن “ما يتفق عليه الجميع هو موسمية العمل السياسي وارتكازه على المصالح الشخصية للأمناء العامين والمنتخبين، إلا فئة جد قليلة ممن ربما لم يسعفها الحظ الحكومي في اقتناص منصب أو امتياز وبذلك تدخل دائرة الظل وتتوارى عن الأنظار، هذا ما لم يقم به حزب التقدم والاشتراكية الذي بعد فقدانه لمناصبه الحكومية في إطار ما سمي إعلاميا بالحكومة الملتحية نسبة إلى الأرضية الفكرية والتاريخية لحزب العدالة والتنمية، في تحالف هجين يكاد يكون الوحيد في العالم بين تيار شيوعي وتيار إسلامي، أصر الحزب على البقاء تحت دائرة الضوء بعد انزلاقه خارج الحكومة ومعارك لجنته المركزية واراءه المتناقضة حول الأداء الحكومي”.

وأوضح الباحث في القانون والعلوم السياسية بجامعة محمد الخامس في العاصمة الرباط، بأنه “في نفس السياق، وبعد مخاض عسير استقر الجرار بأمينه العام عبد اللطيف وهبي إلى بداية سياسة حزبية جديدة تطوي صفحات الخلافات “الدونكيشوتية” ضد الفساد والريع إلى بداية مشاورات سياسية متعددة الأطراف قصد بناء ممارسة سياسية جديدة على حزب الجرار قوامها الخلاف داخل الائتلاف، بمعنى أي النقد سيكون وفق قواعد اللياقة والمجابهة دون ضجيج وعويل وصدامات تذهب أحيانا لتهم خطيرة وكلام غير منطقي لا يقدم لقضايا المعروضة إلا نفور المواطنين ومداد الصحف”.

وأبرز عضو المركز المتوسطي للدراسات والأبحاث الدولية والتشاركية أن “تحرك وهبي في إطار مقاربته الدبلوماسية الجديدة صار واضحا، وباب التوقعات صار مفتوحا على مصراعيه أمام كل الاحتمالات، مستفيدا من مرونة الأحزاب السياسية وعدم انحسارها في مبادئ و ايديولوجيات سياسية بقدر ما تبحث عن التموقع وربح الأصوات لكسب غمار تشكيل الحكومة، كما لاحظنا في انتخابات سابقة بتقديم مرشحين مشتركين في دوائر بعينها لتفادي تفتيت الأصوات ودرء مجهرية التصويت، وهو تحدي اذا ما أضفنا له شبح العزوف الذي صار يتعاظم مع كل دورة انتخابية لأسباب يعرفها الكثير تعود بالأساس إلى ضعف المنتوج الحزبي فكريا وتمثيليا وغياب أي إرادة فعلية وعملية لتخليق وتنظيف الساحة السياسية من الفساد والريع وإخلاء الهياكل من المتسلقين والمظليين والانتهازيين”.

وشدد أن “تقديم المذكرة المشتركة بين أحزاب الاصالة والمعاصرة، والاستقلال، والتقدم والاشتراكية حدث سياسي جديد على الساحة يعيد الى الاذهان مسلسل تشكيل الكتلة ومن تم تفتيتها ثم محاولات إعادة احيائها قبل ان تقبرها انتهازية حزبي التقدم والاشتراكية والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ليعرف المغرب فشل مشروع سياسي قديم توج بحكومة التناوب التوافقي، وهُزم بانتهازية أُمنائه العامون بحثا عن الحقائب الوزارية، مما يطرح سؤال إعادة تجربة الفيديك في سياق مختلف ومكونات مدجنة تحت سلطة الحسابات السياسية المصلحية للوصول للمناصب”.

وأورد عضو المركز متعدد التخصصات للبحث في حسن الأداء والتنافسية في جامعة محمد الخامس بالرباط، بأنه “لا يمكننا الحديث عن ائتلاف أو تحالف انقاذ أو حتى تشكيل كتلة سياسية جديدة طالما ليس هناك إعلان عن ميلاد أي تكتل ولا توقيع أي اتفاقية لهذا الغرض، اللهم اذا أراد هؤلاء الثلاثة مفاجئة المغاربة بخطوة سياسية سيكون لها ثقل كبير على مجرى الانتخابات ومعها انقلاب موازين القوى خلال الانتخابات، وإذا ما التحق حزب الحمامة فيكون سيناريو اندماج حزبي محض خيال يُمنى أي محلل سياسي النفس به كقفزة عملاقة أزاحت الانانية الحزبية لكل الأمناء العامين ومهدت الطريق أمام تأسيس القطبية الحزبية التي مازالت إلى أمس قريب حلما أراد حزب الحركة الشعبية أن يكون السباق إليه، وفشل في قيادته ليحل حزب الاصالة والمعاصرة كقاطرة حزبية تلتهم كل الأحزاب الصغيرة فكان مصيرها الفشل وبلقنة الساحة السياسية”.



whatsapp تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
محامي يكشف العقوبات التي تنتظر “مومو” والمتورطين في فبركة عملية سرقة على المباشر







انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية




زر الذهاب إلى الأعلى