مركز بحثي: “البُوليساريو” تتوجسُ من أيّ تقارب بين المغرب والجزائر
وقف المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في ورقته تقدير موقف على أهم معالم وسياقات دعوة الملك محمد السادس بمناسبة الخطاب الذي ألقاه في الذكرى الثالثة والأربعين للمسيرة الخضراء للجارة الحزائر من أجل الحوار المباشر، ولـ”إعادة فتح الحدود المغلقة بين البلدين منذ عام 1994″.
وأكدت الورقة أن “المبادرة المغربية تأتي في لحظة سياسية دقيقة بالنسبة إلى الجزائر التي تستعد للانتخابات الرئاسية في ربيع 2019، في ظلّ عدم الإعلان الرسمي حتى الآن عن ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة، وفي ظلّ موجة التغييرات العديدة التي شهدتها قيادة الجيش الجزائري ووزارة الدفاع، وعدم وضوح المشهد السياسي الجزائري العام في ضوء صراع الأجنحة الجاري”.
واعتبر المركز أنه “منذ يونيو 2007، أجرى المغرب وجبهة البوليساريو عدة جولات من المفاوضات، يعود آخرها إلى مارس 2012 في بلدة مانهاست الأميركية؛ وهي مفاوضات اتّسمت عمومًا بالجمود، ولم تتوجّ بأيّ نتائج ملموسة. وعلى الرغم من أنّ الأمر لا يتعلق هذه المرّة بـ “مفاوضات مباشرة” بالمعنى الدقيق، بل بـ “طاولة نقاش” وفق صيغة “2+2″، فإنّ هذه الخطوة من شأنها أن تحرك الركود في الأزمة الصحراوية، وأن تسهم في حلحلة الوضع الإقليمي”.
وعن موقف الجزائر من المبادرة، أورد المركز بأنه “على الرغم من الترحيب الذي لاقته المبادرة عربيًا ودوليًا، فإنه لم يصدر عن الجزائر حتى اليوم أيّ موقف رسمي، باستثناء ما رشح من تصريحات لمسؤولين سابقين تحفّظوا عن توقيت الدعوة وسياقها”.
وتابعت الورقة بالقول: “أما في المغرب، فلم يسبق هذه الدعوة نقاش عمومي يعزز شعبية هذا الطرح، ويبين عائده السياسي بالنسبة إلى المملكة. فالموضوع لم يكن مطروحًا خلال السنوات الماضية، بل إنها تتبنّى سياسةً خارجية تتوجّه بالأساس نحو تعزيز العلاقة بالعمق الأفريقي، بدلًا من المغاربي، ولا سيّما من خلال عودتها إلى عضوية الاتحاد الأفريقي وسعيها للانضمام إلى المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا “سيدياو” (CEDEAO). وهنا أيضًا لم تغب أوجه الصراع المغربي – الجزائري، ولا سيما في محاولات البلدين استقطاب الطرق الصوفية في العمق الأفريقي، وفي التنافس على الظفر بمشروع أنبوب الغاز النيجيري إلى أوروبا”.
وشدد المركز، أن “احتمالات استجابة الجزائر لدعوة المغرب إلى الحوار المباشر ضعيفة، فإنّ هذه المبادرة تبدو موجّهة إلى المجتمع الدولي أكثر منها إلى الجزائر، في صيغة رسائل تبين استعداد المغرب للمساعدة في إيجاد حلّ لهذه القضية”.
ويوضح المصدر ذاته، بان المغرب يسعى “بكل الطرق لإقحام الجزائر في ملف الصحراء مباشرةً؛ باعتبار أن الدعم الجزائري للبوليساريو عامل رئيس فيها، بينما تعدّ الجزائر الملف قضية مدرجة في الأمم المتحدة، وأنها ليست طرفًا مباشرًا فيها، فيما تتوجس جبهة البوليساريو من أيّ تقارب محتمل بين الجارتين؛ على اعتبار أنه سيكون حتمًا على حسابها”.
وذكر مركز عزمي بشارة بأن “المبادرة المغربية للحوار، وإن بدت ظرفية في سياقها وتكتيكية في مراميها، بأنّ الحوار بين المغرب والجزائر يظلّ ضرورة ملحّة، ومفتاحًا رئيسًا لتلبية مطالب شعبي البلدين العربيين الجارين وآمالهما، سواء تجاه تكاملهما أو بالنسبة إلى التكامل المغاربي”.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية