ما الذي تريده جنوب إفريقيا بالضبط؟!

ما الذي يحدث بالضبط؟ كيف يمكن لجنوب إفريقيا التفكير في إعادة العلاقة مع المغرب ديبلوماسيا، في نفس الوقت الذي تحاول إثارة قضية الصحراء المغربية لدى الأمين العام ومجلس الأمن بطريقة ملتبسة؟!

هذا على الأقل ما يؤكده الرد المغربي من خلال السفير والممثل الدائم لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، الذي وجه رسالة يوم أمس إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس وأعضاء الأمم المتحدة، يخبره فيها أن جنوب إفريقيا قامت بمناورات بشأن قضية الصحراء المغربية!

القضية بدأت في نهاية دجنبر الماضي، وبالضبط في 29 دجنبر من السنة الماضية، حينما وجهت جنوب إفريقيا عبر سفيرها والممثل الدائم في الأمم المتحدة رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة يخبره فيها بقرارات الدورة الاستثنائية الرابعة عشرة لقمة الاتحاد الإفريقي، بشأن موضوع “إسكات البنادق”، ومن ضمنها قرار بشأن قضية الصحراء الغربية.

رسالة الممثل الدائم لجنوب إفريقيا لدى الأمين العام للأمم المتحدة، وحسب الرد الذي تقدم به عمر هلال، تشير إلى أن القمة الاستثنائية للاتحاد الإفريقي حول “إسكات البنادق” كانت مخصصة حصريا لقضية الصحراء المغربية، علما أن الرد المغربي يشير إلى العكس، ويوضح أن مقاربة جنوب إفريقيا في إفراد (القمة) لقضية الصحراء المغربية تكشف عن محاولة مزدوجة، على المستويين الإجرائي والموضوعي، وأن الهدف من كل ذلك هو تضليل الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن.

وللتوضيح أكثر، يتكون قرار وإعلان القمة الاستثنائية الرابعة عشرة للاتحاد الإفريقي بشأن “إسكات البنادق” من 57 فقرة، غير أن قضية الصحراء المغربية لم يتم تناولها سوى في فقرة واحدة، وحسب رسالة الرد المغربي دائما، فإن لغة الفقرة بشأن قضية الصحراء المغربية هي ذات طابع توضيحي، وليست عملية بأي حال من الأحوال.

والأكثر من ذلك، فقد تجاهلت جنوب إفريقيا عن “قصد التهديدات والنزاعات التي تعرقل التنمية في القارة الإفريقية، والسياسات الجريئة والتقدم الاقتصادي الهيكلي، مثل منطقة التبادل – الحر القارية الإفريقية ، والتي نوقشت خلال القمة الاستثنائية وأدرجت في قرارها وإعلانها”.

وليكون المشهد أكثر وضوحا، فقد قال السفير المغربي عمر هلال في نفس الرسالة أن هدف جنوب إفريقيا غير المعلن هو توجيه انتباه الأمين العام ومجلس الأمن حول قضية واحدة من بين 40 موضوعا تمت مناقشته خلال هذه القمة، وذلك على حساب الانشغالات الكبرى للقارة، وتوقعاتها وآمالها!!.

حدث ذلك في نهاية السنة، وجاء الرد يوم أمس، وبين نهاية السنة ويوم أمس، تقدمت جنوب إفريقيا بأوراق اعتماد سفيرها في الرباط، والذي تم استقباله من قبل وزير الشوون الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة!!

ما الذي تريده جنوب إفريقيا بالضبط؟

Related Post