مؤتمر حزب الاستقلال.. الحبة والبارود من دار ولد الرشيد

لمسات القيادي الصحراوي حمدي ولد الرشيد بدت واضحة للعيان على تنظيم المؤتمر الوطني السابع عشر لحزب الاستقلال، الذي انطلق أمس الجمعة بالمركب الرياضي مولاي عبد الله بالرباط، إذ كان الفضاء صحراويا مائة بالمائة، بدءا من الزرابي الحمراء التي غطت كل أرضيات المركب، إلى الخيم المنتشرة هنا وهناك، وختاما بالمؤتمرين الصحراويين بزيهم الصحراوي التقليدي، المؤتمر الوطني السابع عشر مختلف عن سابقيه بكل المقاييس.

أحاديث الكواليس لم تتمحور هذه المرة حول من سيفوز، فالأمر محسوم قبل المؤتمر، هذه المرة النقاش منصب على قيمة تكاليف المؤتمر، المتعلقة بإيواء وتغذية 5 آلاف مؤتمر، واللوجستيك والأمن، ومن تحملها هل حمدي ولد الرشيد وحده، أم معه عبد الصمد قيوح، عضو اللجنة التنفيذية؟.

مصادر قالت إنه في ظل الأزمة المالية التي دخلها حزب الاستقلال، بسبب إيقاف وزارة الداخلية الدعم المالي المخصص له، وفي الوقت الذي تمكن فيه حزب الاستقلال من توفير مبلغ 7 ملايين درهم سيتم فقط رصدها لتغطية تكاليف المؤتمر الـ 17، تولى حمدي ولد الرشيد تسديد باقي نفقات المؤتمر، والتي قدرتها ذات المصادر بما يقارب المليار سنتيم، الأمر الذي يفسر طغيان وهيمة الطابع الصحراوي شكلا ومضمونا على المؤتمر، في حين ذهب البعض إلى القول أن التكاليف تحملها كل من ولد الرشيد وعبد الصمد قيوح، وأنهما أقرضا الحزب نحو 700 مليون من أجل تغطية تكاليف المؤتمر من ألفه إلى يائه.

ووفق مصادر “سيت أ نفو” فإن حمدي ولد الرشيد سلم الحزب 500 مليون سنتيم كقرض، فيما قدم قيوح مبلغ 200 مليون سنتيم كقرض أيضا، وأنهما ينويان استرجاع هاته المبالغ حالما يحصل الحزب على الدعم.

وأوضحت المصادر أن ولد الرشيد، الذي يدعم ترشيح نزار بركة لقيادة الحزب، تولى بنفسه تسليم شيكات التسبيق للشركات التي ستتولى توفير التغذية والحراسة والمعدات اللوجيستيكية لتنظيم المؤتمر الممتد على مدى ثلاثة أيام.

وعلى صعيد آخر ذي صلة، عبرت مصادر الموقع أنه في الوقت الذي أضحى فيه منصب الأمانة العامة شبه محسوم لصالح نزار بركة، هناك تخوف عارم لدى الاستقلاليين من هيمنة تيار كل من حمدي ولد الرشيد وعبد الصمد قيوح، على مكونات اللجنة التنفيذية التي ستنبثق من رحم المؤتمر السابع عشر، وعللت ذات المصادر هذا التخوف من كون ولد الرشيد وقيوح يسعيان بكل الوسائط إلى التحكم في اللجنة لما لها من أهمية، إذ تضطلع  بالعديد من الاختصاصات التي تحدد بمقتضى النظام الأساسي للحزب، منها تلك التي تهم جهاز المفتشين، وتوجيه إعلام الحزب وتعيين المسؤولين عن أجهزته.

إلى ذلك، عرفت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الوطني السابع عشر لحزب الاستقلال حضورا باهتا على مستوى الزعامات السياسية، فباستثناء حضور عبد الإله ابن كيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، ونبيل بن عبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، وعبد الرحمان الكوهن رئيس حزب الإصلاح والتنمية، اكتفت باقي الأحزاب الأخرى بتمثيلها من طرف بعض أعضاء مكاتبها السياسية.

ويبقى الغائب الكبير عن الجلسة االافتتاحية لمؤتمر “الميزان” هو حزب التجمع الوطني للأحرار ، الذي قاطع المؤتمر، وفسر قيادي استقلالي هده المقاطعة كونها طبيعية بعد التصريحات الأخيرة لحميد شباط، والتي استهدفت رئيس التجمعيين عزيز أخنوش. ومن ضمن الأسباب، أيضا، كون أخنوش، وفي مؤتمر حزبه الأخير، كان وجه الدعوة لثلاث اسماء استقلالية  فقط لحضور المؤتمر لم يكن ضمنها شباط، مما دفع هذا الأخير إلى رد الصاع صاعين، ولم يوجه للتجمع أية دعوة” بحسب المصدر.

وكما كان مقررا لم يتم عرض  التقرير المالي والتصويت عليه، كما في أعراف المؤتمرات الحزبية، ذلك كونه مطعون فيه من قبل عدد كبير من المؤتمرين وأعضاء الجهاز التنفيذي للحزب.

يشار إلى أن المؤتمر الوطني السابع عشر لحزب الاستقلال، تحول، ليلة أمس الجمعة، إلى ساحة معركة بين أنصار حميد شباط، الأمين العام الحالي، وأنصار نزار بركة منافسه في انتخابات الأمانة العامة. وظهر في فيديو، نشر على موقع “يوتوب”، المؤتمرون وهم يتراشقون بالكراسي والأطباق، وبتبادلون الشتم والسب، داخل المركب الرياضي مولاي عبد الله بالرباط.


بوزوق يكشف لزملائه سبب رحيله عن الرجاء

whatsapp تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب






انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية




زر الذهاب إلى الأعلى