خبير في قطاع الصحة يقترح تأجيل الدخول المدرسي أسبوعين

أقترح تأجيل الدخول المدرسي أسبوع أو أسبوعين خوفا على بلادنا من الاحتمالات السيئة، والكلام هنا للطيب حمضي، الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، والذي أضاف في مقال مطول في هذا الشأن أن خلق تباعد زمني مع الدول الأوربية بتغيير تاريخ الدخول المدرسي الحضوري من يوم سابع إلى 14 أو 21 شتنبر من شأنه أن يجنب بلادنا كارثة الحالة الوبائية التي وقعت بها الدول الأوربية، مثلما حدث في بداية ظهور الوباء في مارس الماضي.

ويقول الطيب حمضي أن الهدف ليس هو انتظار تحسن الحالة الوبائية، ولا تعليق الدخول المدرسي بالحالة الوبائية، لأن الوضع سيظل غير مستقر لعدة أشهر أخرى، ولكن الهدف هو إعطاء الدول الأوربية السبق علينا في الدخول المدرسي، لأن غالبية الدول الأوربية افتتحت مدارسها فاتح شتنبر أو نهاية غشت، ووزارة التعليم عندنا، يضيف الدكتور حمضي، برمجت الدخول المدرسي يوم 7 شتنبر، ونحن اقترحنا ولا زلنا نؤكد اقتراحنا بقوة، بتغيير هدا التاريخ الى يوم 14 او 21 شتنبر كموعد للدخول الفعلي للتعليم الحضوري، من أجل خلق تباعد زمني مع الدول الأوربية: « هذا الفرق بيننا وبينهم لمدة أسبوعين او ثلاثة (هم 1 شتنبر ونحن 14 أو 21 شتنبر) مهم جدا جدا لمدارسنا و لبلادنا، لأنه بمثابة صمام أمان لبلادنا ولمنظومتها الصحية ». والسبب؟ يتساءل الدكتور الطيب حمضي ثم يجيب: «الدراسات والمعطيات العلمية المتوفرة لحد اليوم تعطينا كثير من الاطمئنان في ما يخص تأثير كوفيد على الأطفال، وتعطينا ـ بشروط ـ اطمئنانا حذرا فيما يخص تأثير فتح المدارس على نقل الفيروس للأسر أو تفشي الوباء داخل المجتمع. اطمئنان يُمَكننا من فتح المدارس لكن بشروط صحية صارمة، حتى لا تكون هناك مغامرة، ولكن بجانب احترام الشروط الحاجزية، يجب أن نتوفر على قدرة كبيرة على الكشف والتتبع والرصد والمتابعة الفورية، وبالتالي قدرة مهمة على التوقع والاستباق واحتواء الأوضاع الوبائية الطارئة المفاجئة في بدايتها. الدول الأوربية في مجملها، اكتسبت قدرة كبيرة على الكشف ورد الفعل السريعين، كما لها قدرة مهمة على احتواء الأوضاع إذا ما تبين ان المدارس تساهم لا قدر الله في تعقيد الحالة الوبائية».

ويسترسل الدكتور حمضي في مقاله : «في بلادنا، ولنكن صرحاء، منظومتنا الصحية بسبب ضعف الإمكانات المادية والبشرية والأجهزة والمختبرات وقدرة الكشف التي لا تتعدى 20 ألف في اليوم، ليست لها نفس القدرة على المواكبة الآنية والرصد عن كثب ورد الفعل السريع لاستباق الأسوأ، وليست لها نفس القدرة على احتواء الأوضاع في بدايتها في حال تعقد الوضع الوبائي».

لذلك، يؤكد الدكتور حمضي، أن فرق أسبوعين او ثلاثة بيننا وبين الدول الأخرى سيمكننا من تعويض هذا النقص نوعا ما من خلال:

أولا: الاستفادة من أخطاء، كما من نجاحات، من سبقونا بأقل تكلفة.
ثانيا: مع استمرار الموسم الدراسي إذا تبين في الدول الأخرى أن هناك تعقيدات في شهر نونبر أو دجنبر مثلا، وظهرت ملامح ضرورة وقف التعليم الحضوري، يكون، هنا ببلادنا، في جعبتنا اسبوعان او ثلاث استباقية تجنبنا للسيناريوهات السيئة قبل الوصول لها او الاقتراب منها.

ثالثا: لا ننسى انه في بداية الوباء، وصل الفيروس لتلك الدول أسابيع قليلة قبلنا واتخذ المغرب قرارات استباقية بأسبوع أو اثنين قبلهم مستفيدا مما وقع لديهم، وذلك الأسبوعان أو الثلاثة جنبت بلادنا كارثة حقيقية، في الوقت الدي سجلت تلك الدول تقريبا 30 ألف وفاة كمعدل وطني، بينما سجلنا نحن حوالي 200 في نفس المدة بفضل الإجراءات الاستباقية وبفضل الأسبوعين او الثلاث بيننا كفرق.

وختم نفس الخبير مقاله بالقول :«ها قد بلغنا وأكدنا للمرة الثالثة، ليتحمل كل مسؤوليته، سائلين الله أن تسير الأمور في أحسن حال ويحفظ هدا البلد الأمين».

Related Post