تحويل معتقلات سابقة لفضاءات ثقافية

أعلنت آمنة بوعياش، رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، يوم الخميس الأخيرة، خلال تنصيب أعضاء اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بجهة درعة تافيلالت بمدينة الراشيدية عن عناصر استراتيجية حفظ الذاكرة وعدم التكرار.
بين الخميس الماضي وتاريخ انتهاء هيئة الإنصاف والمصالحة من أشغالها والإعلان عن توصياتها، كثير من الآمال التي ظلت مجرد آمال، في نفس الوقت الذي كان العديد من الفاعلين في المجال ينتظرون بلورة كثير من التوصيات، خاصة تلك التي لها علاقة بحفظ الذاكرة وعدم التكرار.
وبين الخميس الماضي ونهاية ورش العدالة الانتقالية، والإعلان عن القرارات الأولى والتوصيات الأولية والبرامج المنتظرة، أصبح اليوم بإمكان كل المواطنين وأيضا الضحايا الذين مروا من مراكز الاعتقال غير النظامية، من زيارتها لكن في سياق آخر غير الذي قادهم إليها قبل عقود.
وإذا تابعنا الآمال المعبر عنها من طرف آمنة بوعياش، فإنه سيتم تحويل مراكز الاعتقال غير النظامية والاختفاء القسري السابقة إلى مراكز وفضاءات ثقافية واجتماعية ومراكز لحفظ الذاكرة.
بلغة رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، ستتحول مراكز الاختفاء والاعتقال إلى «مراكز الحياة وحتى لا يتكرر ما جرى».
ويبدو أن آمنة بوعياش اختارت الإعلان عن هذا البرنامج الذي انتظره الكثير من الضحايا والمعنيين بمدينة الراشيدية التي احتضنت أحد المعتقلات غير النظامية الشهير … تازممارت.
ولم تتوقف الخطوات عند الإعلان عن النوايا والآمال، بل قامت رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان بزيارة وممثلي السلطات العمومية والمحلية للاطلاع على مدى تقدم أشغال تهيئة فضاء تازممارت، والذي سيتم تدبير مرافقه بشراكة وتعاون مع الساكنة وجمعيات الضحايا، حسب بوعياش دائما.
ويبدو أن تازممارت لن يكون إلا البداية، خاصة حينما أعلنت آمنة بوعياش أن تحويل مراكز الاعتقال غير النظامية يدخل ضمن استراتيجية وطنية، وهكذا ستتم زيارة باقي مواقع الذاكرة بقلعة مكونة وأكدز، تليها زيارات ميدانية للحسيمة لإحداث متحف المدينة وإعادة تهئية مقبرة أحداث سنة 1981 ومقبرة الناضور لتحويلها من فضاءات للعزلة إلى « فضاءات مندمجة مع محيطها المحلي والوطني ».