تحركات دبلوماسية مغربية للعودة في الملف الليبي
يحاول المغرب جاهدا هذه الأيام تسجيل عودة قوية في الملف الليبي بعد فترة “نقاهة“ تسببت في عدم استدعائه لمؤتمر برلين الذي عقد قبل أشهر للتوصل لحل للأزمة الليبية.
ورغم أن موقف المغرب في الملف معروف، وهو دعم اتفاق الصخيرات باعتباره حل سياسي شرعي، فإن الدبلوماسية المغربية تحاول ومنذ عدم المشاركة في مؤتمر برلين السباق مع الزمن والدخول في منافسة مع الجيران، من أجل بسط العودة، على غرار استضافة لقاءات الصخيرات، التي أعطت اتفاق حينها تعتبره المغرب هو الحل الوحيد والأوحد للملف الليبي.
مصدر دبلوماسي، سأله “سيت أنفو“ عن هذه التحركات، وقال بأن المغرب لم يغب يوما عن التطورات في المنطقة الإقليمية، وأن اتفاق الصخيرات الذي كان برعاية أممية، وجرى فوق أرض مغربية، يعتبره هو الأساس، وحتى لو تم استدعاء المغرب في مؤتمر برلين لم يكن سيحضر.
وعن هذا، أضاف مصدرنا، بأن من حضر في مؤتمر برلين، ومن يحاول دعم “حفتر“ لا يريد الخير للجارة ليبيا، مشبها مؤتمر برلين، بالمؤتمر الذي عقد سنة 1884 وعرف تقسيم إفريقيا، وذلك لغياب الأطراف الليبية عن اللقاء، والذي لم يفهم المغرب المعايير التي تم العمل بها لاختيار الدول المشاركة.
ومنذ ذلك الحين، والمغرب يحاول ربط اتصالاته بالشركاء، منهم تونس، حيث قام ناصر بوريطة بزيارة للعاصمة تونس في عز أزمة كورونا، والرسالة الشفهية التي وجهها الملك للرئيس التونسي قيس السعيد، وقبلها بثلاث أشهر زيارتين للوزير بوريطة مع مستشار الملك فؤاد عالي الهمة، لكل من الرياض و الدوحة، وتمت مناقشة التطورات في المنطقة بما فيها الملف الليبي.
وإن كان التقارب في هذا الملف بين المغرب وفرنسا كبيرا، فإن تقارب أخر يطفو على السطح، بين المغرب و تركيا، ذلك أن صحيفة أسبوعية مغربية كشفت قبل أيام، عن لقاء مرتقب بين الملك محمد السادس والرئيس التركي طيب رجب أردوغان لمناقشة الملف الليبي بالأساس، ذلك أن مصدرا خاصا كشف ل“سيت أنفو“ أن من بين نقاط الخلاف بين الرباط وأبوظبي، الملف الليبي، وأن التقارب مع تركيا من شأنه أن يعزز مساعي المغرب للعودة دبلوماسيا للملف.
هذا وسبق للمغرب أن اقترح تنظيم لقاءات على غرار لقاءات الصخيرات، بين حكومة الوفاق، وقوات “حفتر“ غير أن هذه الفكرة لم تجد الآذان الصاغية، أو الاهتمام الكبير، مما جعل المغرب يفكر في أوراق أخرى مثل التقارب مع دول تحمل نفس التوجهات بشأن الملف الليبي، وليس فرنسا و تركيا وحديهما، بل هناك تونس كذلك حيث سبق لبوريطة أن تباحث هاتفيا مع نظيره التونسي الري، من أجل ليبيا، في ظل تحركات الجزائر التي تحاول فرض اسمها، ومصر التي تدعم حفتر بشكل علني.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية