الأردن تدشن قنصليتها بالعيون المغربية

وديع تاويل

بحضور وزيري خارجية المغرب والأردن ناصر بوريطة وأيمن الصفدي، افتتحت اليوم الخميس، القنصلية العامة للأردن بالعيون.

ويأتي قرار افتتاح قنصلية الأردن بالصحراء المغربية في أعقاب اتصال هاتفي نونبر الماضي بين الملك محمد السادس و العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، حيث جرى تأكيد موقف الأردن الداعم للوحدة الترابية للمغرب وسيادته على الأقاليم الجنوبية.

وكما هو معروف فإن المغرب والأردن تجمعهما علاقات تعاون بناءة وتضامن فاعل.

وتتميز تلك العلاقات بالتشاور المستمـر والمثمر والتنسيق الدائم بين قائدي البلدين، الملك محمد السادس، والملك عبد الله الثاني ابن الحسين، حيال القضايا العربية والإقليمية والدولية وتطابق وجهات النظر في كثير من تلك القضايا.

على إثر أحداث الكركارات في نونبر 2020، أشاد الملك عبد الله الثاني ابن الحسين بالقرارات التي أمر بها الملك محمد السادس، لإعادة تأمين انسياب الحركة المدنية والتجارية في منطقة الكركرات في الصحراء المغربية.

كما هنأ جلالته على نجاح تلك العملية وإعادة فتح المعبر أمام المرور الآمن للأشخاص والبضائع من المملكة المغربية إلى الدول الإفريقية جنوب الصحراء.

كما تعتبر المواقف التضامنية والمؤيدة لقضايا المغرب العادلة، امتدادا لما دأبت عليه الأردن، حيث سبق للمغفور له الملك حسين أن وجه رسالة إلى المغفور له الملك الحسن الثاني، طيب الله ثراهما، أكّد فيها “دعم وتأييد المغرب في سائر الظروف والأحوال للوصول إلى الحق المغربي المشـروع والثابت في استرجاع صحرائه”، وقرر إرسال وفد أردني هام للمشاركة في المسيرة الخـضراء سنة 1975.

وفي سياق سياسة التضامن بين البلدين، وفي إطار دعم جهود الأردن لمواجهة أعباء استقبال اللاجئين السوريين، أمر الملك محمد السادس بإقامة مستشفى عسكري ميداني في مخيم الزعتري بالأردن في شهر غشت 2012، حيث استمـر في تقديم خدماته لفائدة اللاجئين السوريين طيلة 08 سنوات.

و انتقل البلدان بعلاقاتهما الثنائية من المستوى التقليدي إلى علاقات استراتيجية متعددة الجوانب تشمل إقامة مشاريع ملموسة في مجالات محددة كالطاقة المتجددة والزراعة والسياحة، إضافة إلى تبادل الخبرات في مجالات التأهيل المهني في التخصصات المرتبطة بقطاعات السياحة والصناعات الغذائية والبناء والأشغال العامة وإدارة الموارد المائية، تنفيذا لما ورد في البيان المشترك الصادر عقب زيارة العمل والصداقة التي قام بها العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني إلى المغرب، يومي 27 و28 مارس 2019.

و يعمل الجانبان المغربي والأردني حاليا على متابعة تنزيل مضامين البيان المشترك الصادر إثر هذه الزيارة التاريخية.

وعلى المستوى الثنائي ينتظم التعاون المغربي الأردني في إطار اللجنة العليا المشتركة كآلية رئيسية يترأسها رئيسـا حكومتي البلدين.

وقد انعقدت آخر دورة لهذه اللجنة (الدورة الخامسة) بالرباط يومي 21 و22 أبريل 2016، وتوجت بالتوقيع على 16 نص قانوني ما بين اتفاق ومذكرة تفاهم وبرنامج تنفيذي، لتعزيز التعاون في مجالات مختلفة، خاصة التعليم العالي والصناعة والتجارة والبيئة والمياه. كما عرفت الدورة مشاركة متميزة لممثلي القطاع الخاص من البلدين.

كما يشمل التعاون الثنائي العديد من الميادين الفلاحة والأوقاف الشؤون الإسلامية والإدارة الترابية والشؤون البرلمانية والتكوين والتعليم العالي، مع زيارات متبادلة لمسؤولين رفيعي
المستوى من البلدين.

و تبلغ حصة المقاعد البيداغوجية المتبادلة سنويا بين المغرب والأردن 60 مقعدا بيداغوجيا منهم 15 بمنحة، تشمل التخصصات الطبية والعلمية والتقنية والقانونية والأدبية واللغات، فيما يبلغ عدد الطلبة الأردنيين خريجي المغرب 224 طالبا.

Related Post