بودن: المغرب يترك فرصة لبعثة المينورسو لتعمل على إنزال البوليساريو من الشجرة

كشف المحلل السياسي، محمد بودن، أن الخطاب الملكي الذي ألقاه الملك محمد السادس أمس السبت بمناسبة الذكرى  الـ45 للمسيرة الخضراء،  تضمن أربعة مضامين أساسية، مبرزا أن هذا الخطاب يبعث برسالة حازمة بعدم قبول المغرب لتكريس بعض السلوكات الخاطئة على حساب الوضع التاريخي لمنطقة الصحراء والسير العادي للحركة بين المغرب وموريتانيا، وبالتالي فالمغرب يترك فرصة لبعثة المينورسو لتعمل على إنزال البوليساريو من الشجرة إن صح التعبير، يقول بودن.

وأوضح المحلل السياسي ذاته، أنه في الواقع ثمة أربع مضامين أساسية في الخطاب الملكي بمناسبة الذكرى 45 للمسيرة الذي يستحق عنوان خطاب الثقة والقوة الهادئة، ويتعلق الاتجاه بالوضع الاستراتيجي لقضية الصحراء المغربية الذي ينطلق بالسير قدما من مسيرة تاريخية إلى  مسيرة تتجدد وترسخ مغربية الصحراء على أكثر من مستوى.

أما الاتجاه الثاني،  فأفاد بودن في تصريح لـ”سيت أنفو” أنه يتعلق بالتقدم المستمر في الحفاظ على مكتسبات المغرب، حيث أنه على المستوى الأممي يؤكد مجلس الأمن في قراراته (آخرها القرار 2548) على الحل السياسي المطبوع بالواقعية والتوافق وهي معايير تنطبق على المبادرة المغربية الخاصة بالحكم الذاتي التي تعبر عن ما يمكن تسميته بتقرير المصير الداخلي بأبعاده الديمقراطية والتنموية والحقوقية، فضلا عن تأكيد القرارات الأممية على ضرورة مشاركة الأطراف الحقيقية في النزاع الإقليمي بما يتناسب مع دورها في خلقه.

أما على المستوى الإفريقي فعودة المغرب للاتحاد الإفريقي جعل الكيان الوهمي، ومن يدعمه في حالة اضطراب، لأن الظروف التي كان يوفرها غياب المغرب لم تعد قائمة والدول التي لم تكن تعرف اتجاهات السياسة الخارجية للمغرب أصبحت تعرفها عن قرب، كما أن مؤسسات وهياكل الاتحاد الإفريقي أصبحت أكثر انخراطا في المسار الأممي لملف الصحراء المغربية، يقول المحلل السياسي بودن.

و على الصعيد الدبلوماسي والقانوني، أشار المحلل السياسي ذاته، إلى أن المغرب ومن منطلق اتفاقية فيينا للعلاقات القنصلية أحدث عمقا جديدا بتوسيع شبكة الاعتراف الميداني بمغربية الصحراء عبر فتح 16 بلد لقنصليات عامة بالعيون والداخلة،  مع العلم أن 163 بلد لا يعترف بالكيان الوهمي وهو رقم قابل للتطور مع استمرار إبرام المغرب لشراكات استراتيجية لا تستثني الصحراء المغربية مع قوى دولية كبرى كاتفاق الصيد البحري والاتفاق الزراعي مع الاتحاد الأوروبي.

وتابع بودن أن الاتجاه الثالث يتعلق  باعتماد المغرب على قاعدة الصبر الاستراتيجي والعمل مع الأمين العام للأمم المتحدة وبعثة المينورسو والإبقاء على ساحة الدبلوماسية مفتوحة وفقا لقرارات مجلس الأمن، لكن الخطاب الملكي يبعث برسالة حازمة بعدم قبول المغرب لتكريس بعض السلوكات الخاطئة على حساب الوضع التاريخي للمنطقة والسير العادي للحركة بين المغرب وموريتانيا، وبالتالي فالمغرب يترك فرصة لبعثة المينورسو لتعمل على إنزال البوليساريو من الشجرة إن صح التعبير.

وخلص الأكاديمي والمحلل السياسي ذاته، إلى أن الاتجاه الرابع يهم العمل المبرمج الذي يتوجه نحو المستقبل  عبر اعتماد الحوار  مع إسبانيا بشأن الحدود البحرية،  وكأن الملك يقول إن الوقت لا يجب استغراقه في الرؤى والتقديرات الأحادية،  لكن الأفيد هو التفكير في الخطوة القادمة وكون إسبانيا طرف مدير للصحراء قبل 1975 لا يعني شيئا بل هو جزء من الماضي، والمغرب يتوفر على ميكانيزم اقتصادي هام سيأتي بنتائج هامة ويتمثل في خلق الربط بين ميناء طنجة المتوسط وميناء الداخلة الأطلسي عبر الاعتماد على الحقوق البحرية وحماية المصالح الوطنية.

Related Post