باحث يبرز النقاط الأهم في خطاب الملك بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء
أكد نوفل البعمري، المحامي والباحث في ملف الصحراء، أن الخطاب الملكي بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء تناول ثلاث قضايا أساسية، تعتبر محورية في الملف.
الجانب الأول سياسي، وهو المتعلق بمسار التسوية السياسية، إذ ذكر الخطاب بالمسار الذي قطعه الملف وبمواقف المغرب الثابتة من مخارج النزاع، إذ سبق للملك أن أكد ألا حل سياسي غير مبادرة الحكم الذاتي، وهو ما انتهى إليه المسار الأممي، وهو انتصار سياسي تم تحقيقه داخل أجهزة الأمم المتحدة، خاصة على مستوى قرارات مجلس الأمن آخرها مثلا قرار 2548.
في نفس الإطار، يضيف نوفل البعمري، أن الخطاب أعاد التذكير بعودة المغرب لعمقه الإفريقي داخل الاتحاد الإفريقي، وكيف أن هذا التكتل الإقليمي أصبح أكثر ميلا لدعم الحكم الذاتي من خلال تبنيه للمسار الأممي، ثم انتهى في هذا الجانب إلي الإشارة لعدد القنصليات التي افتتحت بالجنوب المغربي، كاعتراف دبلوماسي بمغربية هذه الأقاليم، وإعلان صريح على دعمها للحل السياسي الذي اقترحه المغرب.
الجانب الثاني، يقول نوفل البعمري، هو المتعلق بالوضع في الكركرات، وما يحدث هناك من أعمال بلطجة من طرف تنظيم البوليساريو ومليشياته الخارجة عن القانون الدولي : «الخطاب أكد على أمرين، أولا المغرب قادر على رد أي عدوان كيفما كان نوعه، ومن أي جهة قد يتعرض له، لكنه مازال يأمل أن تتحمل الأمم المتحدة مسؤوليتها السياسية لفرض احترام اتفاق وقف إطلاق النار من طرف البوليساريو ».
وهنا، يضيف المحامي والباحث في ملف الصحراء، أنه لا بد من الإشارة إلى دور الأمم المتحدة وبعثة المينورسو بمسؤوليتهما في حماية المدنيين، وفي الحفاظ على الوضع السابق، أي الوضع الذي كانت الحركية التجارية والمدنية عادية، وكان المغرب يدير فيه هذا المعبر.
الجانب الثالث، يقول نوفل البعمري، هو المتعلق بترسيم المغرب لحدود مياهه الإقليمية التي تمت وفقا لقانون البحار، وأعطى الخطاب إشارة إيجابية للجارة الإسبانية من أجل الحوار فيما يتعلق بكيفية ضمان مصالح الإسبان دون المس بالوضعية القانونية للمياه الإقليمية التي قام المغرب بترسيمها، وقد كانت هذه النقطة، حسب نوفل البعمري دائما، مدخلا للحديث عن قطاع الصيد البحري، خاصة الجانب الإقتصادي منه والأهمية الكبرى التي بات اليوم يحتلها ضمن النسيج الاقتصادي في إطار المخطط الأزرق الذي تعزز بميناء الداخلة الذي سيشكل عمقا إفريقيا للمغرب، ومكملا للميناء المتوسطي الذي يعد العمق الأروبي للمغرب، بمعنى، يضيف نوفل البعمري في تصريح لـ«سيت أنفو» أن العمقين معا يتكاملان في هذين المشروعين الكبيرين.
الخطاب، شكل تلخيصا سياسيا، أمنيا واقتصاديا للملف، يقول البعمري، وللوضع في المنطقة العازلة، ثم لمستقبل المنطقة الاقتصادي والتنموي، وهو خارطة طريق لمستقبل الأقاليم الصحراوية وللنزاع.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية