باحث: صيفا ساخنا ينتظر المسؤولين المغاربة بعد خطاب العرش القوي
يبدو أن صيفا ساخنا بسخونة حرارته ينتظر المسؤولين بالمملكة، بعد خطاب الملك محمد السادس، الذي وجه فيه انتقادا شديد اللهجة للنخب السياسية، مخيرا إياها بين الاشتغال أو الرحيل.
وفي هذا الصدد، يرى كمال الهشومي، الباحث في الشأن السياسي، أن الخطاب الملكي بمناسبة الذكرى 18 لعيد العرش، يعد بمثابة ”محاكمة للمسؤولية العمومية عامة”، موضحا أن ”الخطاب يحمل نفس المنهجية النقدية الذي تطبع خطب الملك السابقة من حيث الصراحة وتسمية الأمور بمسمياتها بعيدا عن الإشارات أو التلميحات”.
وأكد الهشومي، في تحليله الخطاب الملكي في تصريح لموقع ”سيت آنفو”، أن خطاب العرش للسبت الماضي، يمكن تقسيمه على ثلاث مستويات، مستوى تشخيص الأوضاع، إعطاء المؤشرات، ثم إعطاء المُخرجات، ففي ما يخص تشخيص الأوضاع، أوضح أستاذ القانون العام بكلية الحقوق عين السبع بالدار البيضاء، أن الخطاب أكد على وجود مناطق بالمغرب تغيب فيها الخدمات الأساسية وتعرف تحديات على مستوى التدبير المحلي.
أما على المستوى المؤشرات، تكلم الجالس على العرش على ما هو ملموس، وضعف مردودية الإدارة العامة، مشيرا إلى أن هذه ”الإدارة طامة كبرى لا تلبي رغبة المواطنين، ولا تتوفر على كفاءات عالية وليست مُحفزة”، بحسب وصف الباحث.
وقال إن الملك عرج في خطابه على ضعف الفاعل السياسي والأداء السياسي على مستوى العمل المحلي والوطني، ويجعل المصلحة الحزبية الضيقة هي المرجع وهي الأساس.
ويظهر ضعف هذا الفاعل، حين تكلم الملك عن مشكل الحسيمة وأسماه بالاسم، وهي لحظة قوية في خطاب العرش، يقول الهشومي، خصوصا حين قال إن التشخيص يبين أن المشكل يعود إلى الخلافات والحسابات السياسوية بين الفاعلين المحليين في المنطقة، وهو ما جعل تلك الاحتقانات تشتد والاحتقان يزداد بالمنطقة، ”مما جعل المواطن في مواجهة مباشرة مع الأمن”.
لذلك، يضيف الباحث في الشأن السياسي، دعا الملك غير القادرين على تحمل المسؤولية، إلى ” الانسحاب بهدوء”، قاطعا الشق باليقين حين قال ”لا انتظر اليوم أي مسؤول يبرر إخفاقه بأن هناك جهات تمنعه من العمل”، بل ” هو من فشل في عمله”، مشددا على أنه سيحرص على التطبيق السليم للدستور في هذا الباب في إطار ربط المسؤولية بالمحاسبة.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية