باحث: حزب الله يرد الجميل للمغاربة بدعم ”البوليساريو” عسكريا

قرر المغرب، أمس الثلاثاء، قطع علاقاته الدبلوماسية مع الجمهورية الإيرانية، بعد الاتهامات الموجهة لحزب الله بدعم جبهة ”البوليساريو” عسكريا، وفق ما أعلن عنه وزير الخارجية المغربي والتعاون الدولي، ناصر بوريطة.

كما قرر المغرب طرد سفير طهران المعتمد بالرباط، مؤكدا أن المملكة تتوفر على معطيات تفيد أن ”أن حزب الله يساند جبهة البوليساريو، ويدربهم على القتال استعدادا لمواجهة المغرب”.

ويرى نوفل البعمري، الباحث في ملف الصحراء، أن المغرب حين قرر قطع علاقته بإيران ”استند على معطيات دقيقة وثابتة، وله ملف متكامل حول الموضوع قدمه للمعنيين بالأمر يتضمن دلائل عن الاتهامات”، مؤكدا أن موقف المملكة استند على ما توفر من معطيات أكيدة حول تحرك إيراني، من خلال حزب الله، لـ”ضرب المنطقة واستغلال هذا النزاع لاختراق شمال إفريقيا وتحويل البوليساريو إلى دمية يتم تحريكها وفق المصالح الإيرانية في المنطقة”.

وتابع البعمري في تصريح خص به موقع ”سيت أنفو” قائلا: ”شاهدنا كيف أن إيران سعت إلى التحكم في العديد من عواصم البلدان العربية وساهمت في تقسيمها وفق مخطط سياسي بالمنطقة بهدف لخلق محور موالي لها ولمواقفها السياسية بالمنطقة ككل”.

وأشار إلى أن جبهة ”البوليساريو”، تعيش اليوم على وقع إخفاق على مستوى القيادة منذ القرار الأخيرة لمجلس الأمن الذي أنهى ”أسطورة الأراضي المحررة” ومعه جزء كبير من خطابها، ما خلف سخطا كبيرا داخل المخيمات، لأن القرار”أسقط القناع عن قيادة الجبهة وأظهر إفلاسها السياسي؛ كلها عوامل، يضيف البعمري، دفع ”البوليساريو”، لـ”الارتماء في أي حضن من أجل ضمان تمويل مالي، وغطاء سياسي خاصة وأن الجبهة لم يعد لها ما تخسره سياسيا وتنظيميا”.

وقال البعمري: ”للأسف إيران كانت لها مواقف معادية المغرب ولوحدته الترابية والوطنية و تسبب ذلك في قطع العلاقات بينهما وقد أعيدت هذه العلاقة مؤخرا إلا أنه يبدو أن إيران لا تريد التراجع عن مطامحها التوسعية في المنطقة لو على حساب أمن واستقرار المنطقة ككل”.

وأوضح أن رد حزب الله، عبر بيان له، يحمل ”الكثير من الغموض”، حين حاول إنكار العلاقة مع البوليساريو والتبرؤ منها ومنه، لكن في نفس الوقت يلاحظ أنه ”لم يقدم أي موقف اتجاه الوحدة الوطنية و الترابية للمغرب، لأنه لو كان جدي في رده وفي خلفية هذا الرد لكان قد أصدر موقفا واضحا و حازما اتجاه الجبهة وهذا ما لم يحدث و لن يحدث لأن التنظيم متورط بالفعل في تدريب عناصر من الجبهة”.

وتأسف المتحدث نفسه عن دعم حزب الله للجبهة، وأن ”يرد الجميل للشعب المغربي بهذه الطريقة، خصوصا وأن المغاربة وقفوا سابقا ضد العدوان على لبنان سنة 2006 وكيف أنهم خرجوا للشارع تضامنا مع الشعب اللبناني واعتبروا آنذاك حزب الله رمزا للمقاومة، واليوم للأسف حزب الله يرد الجميل للمغاربة بالانحياز ضد الوحدة المغربية وبقيامه بأعمال عدائية اتجاهه تهدد السلم في المنطقة”.

Related Post