الجامعي وبنعمر يراسلان النيابة العامة بخصوص معتقلي الريف

راسل  النقيبين عبد الرحمان بنعمرو و عبد الرحيم الجامعي  وكيل عام رئيس النيابة العامة، بخصوص  ملف حراك الريف، موضحين مجموعة من “الحقائق” وكذا “النواقص” التي شابت الملف، داعين اياه إلى “إلقاء نظرة على صفحات التاريخ ودروس التجربة القضائية المريرة بالمغرب، والأدوار الخطيرة واللإنسانية التي لعبتها النيابة العامة عبر سنوات الرصاص وخلال المحاكمات السياسية الكبرى والمحاكمات الجماعية لعشرات والمئات من المواطنين والمواطنات، تلك الأدوار التي تسببت في انهيار دولة القانون وتسببت في فضائح قضائية وإنسانية وانتهاكات جسيمة لحقوق الانسان، شبهت بشاعتها ومنهجيتها بالجرائم ضد الانسانية”.

وجاء في رسالة  النقيبين ” أن الدولة مارست سلطة الاختطافات والاغتيالات وكل اشكال التعذيب، وتمت صناعة محاضر الشرطة السياسية والقضائية التي امتلأت باعترافات وبتصريحات انتزعت تحت إرهاب التعذيب والقتل بمخافر الشرطة ومقراتها العلنية والسرية، والنيابة العامة مساهمة بصمتها وبتسترها عن المجرمين الذين ينتسبون للأجهزة التي تشرف هي عليها، وتمت متابعات ولفقت اتهامات وصدرت احكام بالإعدام وبعشرات المئات من سنوات السجن ضد شباب و نساء ورجال كانت ذنوبهم هي أفكارهم الديمقراطية والثورية”.

واتهمت ذات الرسالة النيابة العامة كونها كانت في نفس الوقت ” تصول وتجول بقاعات المحاكم” رافضة كل ما يتعلق بضمان حقوق الدفاع او إجراء الخبرات لكشف التعذيب أو دعوة شهود النفي أو رفع الحصار عن الجلسات او وقف حصار المحامين المدافعين في تلك القضايا.

وأضافت الرسالة ” شنت إضرابات عن الطعام من العشرات والمئات من المعتقلين السياسيين، سواء من أجل مطالباتهم بالمحاكمة او من أجل ضمان حقوقهم كسجناء رأي، أو من أجل تمتيعهم بحق الدراسة والتواصل مع الأسر … والنيابة العامة أمام كل ذلك في سبات و دون حركة”.

وتابعت الرسالة ” اليوم تعلمون ما جرى بالريف من اعتقالات، وما تبعها من بحوث ومن تحقيقات، وما سيتبعهما من محاكمات، اليوم تعلمون بالتأكيد بفعل مسؤولياتكم على راس النيابة العامة وقضاتها بالمغرب، و بصفتكم المباشر الفعلي لصلاحيات الاشراف على الوكلاء واعمالهم، والرئيس المباشر لمكونات للشرطة القضائة، ان فضائح السنوات القضائية العجاف تعود رغم أنف الجميع، من باب واسعة عالية امام الملاء لتقول لنا بصوت عالي بأن حُلم عدم تكرار ما مضى من انتهاكات جسام حُلم تبخر مع عدد من توصيات هيئة الانصاف والمصالحة، ولتقول لنا بأن قانون القوة والتعذيب وخرق قرينة البراءة وتوسيع مصطلح الاعتقال الاحتياطي هي الأسلوب والمنهجية التي لا بديل لها ولو كره الدستور والمشروعية والمواثيق الدولية و منظمات حقوق الإنسان المغربية والدولية”.

تضيف الرسالة ” اليوم تعلمون بصفتكم رئيسا للنيابة العامة كما يعلم العالم كله، أن المعتقلين بسجون الحسيمة و بسجن الدار البيضاء من شباب الريف ومن حراك الريف عُذبوا خلال الحراسة النظرية وصُوروا عُراة خلال الحراسة النظرية وأضرب العديد منهم عن الطعام عشرات الأيام إلى أن هوت صحتهم بالسجن، كما تعلمون باليقين بأنهم عُوملوا خلال التحقيق معاملة كلها تمييز وانعدام ابسط علامات التحقيق المحايد والمشَرف، حيث مَنعهم قاضي التحقيق من خلال عدم الالتفات لمذكرات دفاعهم منها المتعلقة باستدعاء شهودهم وعرض اشرطة فيديو تكذب اشرطة الاتهام، و احالة المسطرة للمشورة للبث في بطلان البحث التمهيدي، و استدعاء الضابطة لبحث أسباب تعرية بعض المعتقلين وتصويرهم عراة امام كاميرات وتسريب الصور خلافا للحق في الصورة وفي الحياة الخاصة وفي سرية البحث “.

وزادت الرسالة ” اليوم كذلك، تعلمون بأن معتقلين من حراك الريف و كذا الصحفي حميد المهداوي، يخوضون إضرابا مفتوحا عن الطعام، وتعلمون بانهم على حافة الموت والمرض، وتعلمون ان منهم من يرفض شرب الماء والسكر او الدواء، وتعلمون بأن حقهم في الحياة مقدس، و أنتم قبل غيركم المسؤلين عنه، وتعلمون بأن السلامة البدنية والنفسية لكل واحد منهم حق عليكم كسلطة عامة قضائية حمايتها، وتعلمون بأنهم يتعذبون نفسيا و معنويا و فكريا وهم محاصرون بالسجون، ولأن التعذيب جريمة لا تتقادم و يحاسب عليها مرتكبوها وكل من يعطيه القانون دورا للوقاية منها او منعها او إنقاد الانسان من وقعها، وصلاحياتكم تفرض عليكم وقفها بسرعة “.

وطالب النقيبين من الوكيل العام و رئيس النيابة العامة، ما أسموه ” المهازل”، متسائلين في ذات الآن ” ماذا تفعلون بسلطاكتم وانتم تنظرون لما يجري إن لم تستعملوها لتوفقوا هذه المهازل التي جَرتها تعليمات أجهزة النيابة العامة الخاضِعة لكم عن طريق حَشر جيش من الشباب بالسجون، و طلبات إنزال التهم الخطيرة بهم، والتعرض لكل ما يحقق ضمانات الدفاع لهم، والتعرض لمحامين من ببن دفاعهم بالاستدعاء للبحث معهم و التهديد بمتابعات ضد البعض منهم بسبب ممارساتهم لمسؤوليات الدفاع فقط و التي لا تعجب نياباتكم ولا تتوافق مع منطقها و أداءها،  لماذا تلتزمون الصمت واللامبالاة وأمامكم معتقلين من المضربين عن الطعام داخل السجن يفوح طعم الموت من زنازنهم وتُخيم سكراتها على ضميركم وبداخل مكتبكم ومعكم خلال تنقلاتكم وبجانبكم في اجتماعاتكم، و لماذا تنتظرون الموت وبأيديكم كل السلط لكي توفقوها وتعلقوا لغير رجعة المأساة القادمة والكارثة المنذرة ، وبإمكانكم بدون تأشرة ولا تعليمات ولا فتاوى من غيركم ولا من فوقكم “.

 

Related Post