آخر رسائل بنكيران لإخوانه في الحركة الإسلامية

لم تكن الكلمة التأبينية لعبد الإله بنكيران يوم أمس بمناسبة وفاة الراحل يونس المعاشي، مجرد كلمة تأبينية، بقدر ما تخللتها رسائل سياسية، هو نفسه قال في إحدى فقرات الكلمة التأبينية أنها تهم إخوانه في الحركة الإسلامية بالمغرب.

لقد عدد الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية مناقب الراحل يونس العياشي، وبين الفينة والأخرى، وبطريقته المعهودة، لم يترك بنكيران الفرصة تمر وهو يوجه رسائله الواضحة والمقصودة لمن يهمه الأمر، الحركة الإسلامية، ومنها حزب العدالة والتنمية.

ولن يفقد المتتبع النبيه البوصلة وهو يتابع الكلمة التي ألقاها بنكيران بمناسبة وفاة صديقه يونس العياشي، والتي نبه فيها من يهمهم الأمر إلى عدم الإصرار على ملاذات الحياة، ومنها المناصب والأموال والامتيازات، وهو التنبيه الذي كرره في أكثر من مرة في نفس المناسبة، خاصة حينما قال وبصراحة :”يا الإخوان المحترمين، يا أبناء الحركة الإسلامية، عليكم أن تتذكروا أن هذا الأمر الذي اجتمعنا عليه هو أمر الله، ماشي اجتمعنا باش نوليوا ميسورين وعندنا الأموال والمناصب، وهذا إلى جابو الله شي باس مكين، وإنما ماشي هادشي علاش جينا النهار الأول وتلاقينا النهار الأول واللي حركنا فينا هدشي هو محبة الله ومحبة الإسلام والقرآن الكريم..”.

هكذا كانت الرسالة واضحة، قبل أن يزيد في توضيحها:”عيييت مانقوليكم ماخصناش نتبدلوا … مكانقوليكمش ماتاكلوا ماتشربوا متخدوش المناصب وتستفدو من الامتيازات، كنقول ليكم ماشي لهادشي جيتيو، كاينة شي حاجة سابقة لهادشي، جينا ننشرو القيم والوفاء بالعهد وتكونو الأولين في الخير والأخيرين في الشر”.

ولكي تكون الصورة أكثر وضوحا في الرسائل التي أصر بنكيران إرسالها لمن يعنيهم الأمر قال :”المعركة لم تنتهي والعمل السياسي هو غير شي بركة والأهم هو هاد الشي كتنشرو في حب الله”.

المعركة لم تنته، والأهم هو الدعوة وليس السياسة، الأولى دائمة والثانية زائلة، الأولى منافعها أكثر، والثانية محاسنها أقل، وهكذا أصر بنكيران على أن يلبس جلباب الدعوي بدل بدلة السياسي، خاصة منذ أن غادر قيادة الحزب وقبلها رئاسة الحكومة، لا يظهر إلا بين الفينة والأخرى حينما تكون إحدى الرسائل جاهزة للإرسال…

Related Post