تبوريدة العثماني رغم أن “العام ماشي زين”!!
رغم كل النكبات والنكسات التي طبعت مسيرة حكومة سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المغربية، منذ تنصيبها إلى الآن، وما أكثرها، إلى درجة أصبحت تنعث بـ”حكومة النكبات”، إلا أن رئيسها يتغنى، بمناسبة أو بغيرها، بإنجازات حكومته… ورغم خرجاته الإعلامية الشاردة في كثير من الأحيان، إلا أنه يعطي الانطباع أن كل الأمور على ما يرام، تفيده في ذلك ابتسامته “الباردة”.
نكبات عدة كان أبرزها اعتقال ناصر الزفزافي يوم 29 ماي 2017، على خلفية تزعمه لمسيرات حاشدة طيلة أشهر بمنطقة الريف بسبب مقتل بائع السمك “محسن فكري” في أكتوبر 2016، تليها ما اصطلح عليه اعلاميا بثورة العطش التي أخرجت سكان مدينة بكاملها (زاكورة) للاحتجاج، بعد معاناة، دامت لسنوات، من نقص المياه، إلى ما عرف أيضا بـ”شهيدات الطحين” في نونبر من العام الماضي، حيث فارقت 15 امرأة الحياة، وأصيبت أخريات في حادث تدافع للحصول على مساعدات إنسانية وزعها أحد المحسنين في جماعة سيدي بولعلام بالصويرة، الأمر الذي خلف استياءا عارما لدى عموم المغاربة، إلى شهداء ” الخبز الأسود” في دجنبر الماضي، حيث أثار مقتل شقيقين بمدينة جرادة، بسبب انهيار بئر للفحم الحجري عليهما، غضبا واسعا لدى سكان المدينة وكذا باقي مناطق المغرب، وخرجوا في مسيرات ووقفات حاشدة تطالب برفع التهميش عن المنطقة.
أحداث بل مآسي اجتماعية، ما كان يصح أن تحدث في مغرب القرن 21، والتي دفعت بعاهل البلاد إلى تصعيد غير مسبوق في أسلوب تخاطبه مع الحكومة ورئيسها، إذ اعتبر أن ما يحدث في بعض المناطق المغربية، أظهر انعداماً غير مسبوق لروح المسؤولية، وذلك من خلال خطاب ملكي شكل بداية سلك مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة، وما نتج عنهم من إعفاءات بحجم الزلازل طالت وزراء أطاح بهم تقرير المجلس الأعلى للحسابات حول تعثر مشاريع برنامج “الحسيمة منارة المتوسط”، ليكون آخر هاته الزلازل الإعفاء الذي طال، هذا الأسبوع، وزير الاقتصاد والمالية، والذي مازال أسبابه مجهولة لحد الساعة.
نكبات متنوعة، منها الاجتماعي والسياسي والاقتصادي، والرياضي، جعلت من حكومة العثماني حكومة متناقضة، حتى انها شديد التناقض مع الظرفية التي يعيشها المغرب على جميع المستويات، فهي لم تهيء أي إيجابة لفلسفة دستور 2011، بالإضافة إلى كونها متناقضة مع نظرة عاهل البلاد للتغيير، وهذا ما يفسر انتقاد الملك محمد السادس لأدائها في أكثر من مناسبة، والواضح أنه سيستمر على هذا المنوال.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية